الغالي أبا قدامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الدعاء لا أصل له، ويظهر من ألفاظه أنه مكذوب ومخترع على رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وكانت الابنة ماجدة عمر قد قامت بنشره في هذا المنتدى من قبل، وبذات العنوان… وقمنا حينئذ بالرد عليها وبيان الحق في أمر هذا الحديث، وسوف نعيد لك ما قلناه سابقاً لماجدة....
ما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين ... سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم:ـ
بسم الله الرحمنالرحيم
الحمد الله ربالعالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد:
أختي العزيزة ماجدةعمرالسلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
نشكر لك هذا المجهودالطيب، والمساهمة الفعالة في هذا المنتدى، كأول مشاركة من أخواتنا بنات العريجاء،ونرجو أن يتواصل هذا العطاء، بلا انقطاع. كما نشكر لك اهتمامك بإثراء المنتدىالديني، وتوجيه النصح والموعظة لإخوتك المسلمين.
ولكن لنا بعض الملاحظات،التي نرجو أن يتسع صدرك لتقبلها:
أولاً: بدئ هذا الدعاء بلفظ (قيل). وهذا مايعرف لدى علماء الحديث بصيغة التمريض، وهي صيغة تفيد تضعيف الرواية، وتشمل كل مايبدأ بألفاظ مثل: رُوُيَ، قيلَ، جاءَ، وَرَدَ، ...الخ.
ثانياً:لم يذكر تخريجلهذا الدعاء، بمعنى أنه ليس هناك أي ذكر لراوي الحديث أو في أي كتاب من كتب السننأو المسانيد ورد هذا الحديث. وليس هناك تحقيق للحديث، أي بيان صحته من عدمها من قبلأحد العلماء المحققين من رجال الحديث (علماء الجرح والتعديل) من السلف أوالخلف.
ثالثاُ: لا يجوز نسبة قول لجبريل عليه السلام، أو النبي محمد، صلىالله عليه وسلم، أو أي من الخلفاء الراشدين الأربعة (رضي الله عنهم) - كما جاء هنافي كلامهم عن فضل هذا الدعاء وما يترتب عليه من ثواب وجزاء - دون تخريج ولاتحقيق.
علينا جميعاً التثبت والتحقق وتحري الصحيح والثابت في مثل هذه الأمورالشرعية، التي هي من صميم الدين والعبادة، كما ورد عن محمد بن سيرين (رحمه الله) أنه قال: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم).
ونحن لا نقصد بهذاالاستدراك مجرد حب النقد والاعتراض، وإنما هدفنا التعاون على البر والتقوى، وإرشادإخوتنا المسلمين إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، حيث أنه قد انتشر في الآونةالأخيرة بين أوساط المسلمين الكثير مما يكتب ويتداوله الناس بينهم على أنه دين، دونتثبت أو تحقق من مصدره، أو معرفة ما إذا كان صحيحاً أو ضعيفاً أوموضوعاً.
نرجو لكِ التوفيقوالسداد في القول والعمل،