Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: أعظم مرثية في الشعر العربي الأربعاء 28 مايو 2008, 6:41 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم هذه القصيدة من عيون الشعر العربي، ويعدها بعض النقاد أبلغ وأصدق مرثية نظمها شاعر عربي على الإطلاق، وكان أبو تمام قد نظمها في رثاء محمد بن حميد الطوسي، البطل المجاهد الذي سقط في أرض المعركة بعد أن تكسرت في يده تسعة أسياف، وثبت في مكانه ثبات الجبال الراسيات. ولم يكن قد جاوز عمره 32 عاماً. وقد قال أبو دلف العجلي، الأمير الجواد، عن هذه المرثية: (والله ما مات من رثي بهذه القصيدة، والله لوددت أنني ذلك القتيل وأنها قيلت فـيَّ).
ونحن ههنا نتمثـَّل بهذه القصيدة الرائعة في رثاء فقيدنا الشهيد (بإذن الله تعالى) النقيب/محمد عباس عبد الله، الذي كان أيضاً في الثانية والثلاثين من العمر، حين سقط في ميدان المعركة بمنطقة أبيي، في أواسط شهر مايو الجاري، أثناء أدائه لواجب الدفاع عن أمن الوطن والمواطنين. اللهمَّ يمِّن كتابَه، ويسِّر حسابَه، وثقـِّل بالحسنات ميزانَه، وثبت على الصراط أقدامه، وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين، آمين. كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ للشاعر أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي كذا فليجــــلَّ الخطـــبُ وليفـدحِ الأمــــرُ ***** فليسَ لعـيـن لــم يـفـضْ ماؤهــا عـــذرُ تُوفـِّيـَتِ الآمــالُ بعـــدَ مُـحـــمـَّـــــــــــدٍ ***** وأصبـحَ في شغــلٍ عنِ السفـرِ السفـــرُ ومــا كـانَ إلا مـَــالَ مَــنْ قـَـــلَّ مَــالـُـهُ ***** وذخـــراً لمــنْ أمسى وليسَ لـه ذخــــرُ ومـا كانَ يـَدرِي مُجـْـتـَدِي جـُــودِ كفـِّـهِ ***** إذا ما استهـلَّـتْ أَنَّـه خُـلِـقَ العُـسْـــــــرُ ألا فـي سـبـيـلِ اللَّـهِ مـنْ عُطِّـلــتْ لـــهُ ***** فِـجَـاجُ سَــبِـيـلِ اللهِ وانثغـَـــرَ الثَّغْــــــرُ فَتىً كُلَّـمـــــا فـاضَـــــتْ عُيونُ قَـبِـيـلـة ٍ ***** دمـاً ضحكتْ عنه الأحـاديـثُ والـذكــــرُ فتىً دَهـْــرُهُ شَـطـْـــرانِ فيـمــا يـنـُوبُــهُ ***** ففي بأسِــه شطـــرٌ وفي جـودِه شطـــرُ فتىً ماتَ بين الطَّعـْـنِ والضَّـربِ مِيـتـة ً ***** تقـومُ مقامَ النصـــــرِ إذْ فاتـهُ النصــــرُ ومـا مـاتَ حتى مـاتَ مَـضْـرِبُ سَـيـفـِهِ ***** مِنَ الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليهِ القَنا السُّمْــرُ وقـد كانَ فَـوْتُ الـمَــوْتِ سَهْــلاً فـــردَّهُ ***** إليه الحِفـاظُ المـــــرُّ والخُلُـقُ الوَعْــــرُ ونفسٌ تعـَـــافُ الـعـَــــارَ حتى كأنَّـمـــا ***** هـو الكفـرُ يـومَ الروعِ أوْ دونَه الكفـــرُ فأثبـتَ في مستنقــــعِ الـمــوتِ رجـلــهُ ***** وقال لهـا مـنْ تحت أخمصــكِ الحشـــرُ غَـدَا غَـدْوَة ً والحَـمْـــــدُ نَسْــــجُ رِدائِـهِ ***** فلـم ينـصـــرفْ إلا وأكـفـانُـه الأجــــــرُ تردَّى ثيابَ المـوتِ حُـمْــــراً فمـا دَجــا ***** لهـا الليـلُ إلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خَضْـــرُ كأنَّ بَـنِـي نَـبْـهَـــــــــانَ يـومَ وَفـــاتِـــهِ ***** نُجـومُ سَـمــــــاءٍ خَـرَّ مِـنْ بَيْنها الـبَـدْرُ يُعـَــزَّونَ عن ثـاوٍ تُـعــــزَّى بـهِ العُـلـَـى ***** ويبكي عليهِ الجـودُ والبـأسُ والشعـــرُ وأنـَّى لـهـــــمْ صـبـرٌ عليـهِ وقـد مضـى ***** إلى الموتِ حتى استشهدا هو والصبرُ! فتًى كانَ عَذْبَ الـرُّوحِ لامِنْ غَضاضَــــةٍ ***** ولـكــنَّ كـبْـراً أنْ يـقــــــــالَ بـه كـبــرُ! فتى سـلـبـتـهُ الخـيـلُ وهــوَ حمىً لهــــا ***** وبَزَّتْـهُ نارُ الحَـرْبِ وهْـوَ لهـا جَـمْــــــرُ وقــدْ كانـتِ البـيـضُ المآثيـرُ في الوغى ***** بَـواتِــرَ فـهْــيَ الآنَ مِــن بَـعـْــــدِهِ بُـتْـرُ أمنْ بعــدِ طـيِّ الحــادثـاتِ مـحــمـــــــداً ***** يكونُ لأثـوابِ الـنـدى أبداً نـشـــــــرُ ؟! إذا شجــراتُ العـــرفِ جــذَّتْ أصـولهــا ***** ففي أيِّ فـرعٍ يوجـدُ الورقُ النضــــــرُ؟ لـئـن أُلبِســــتْ فيـهِ المصــيـبـة َ طـَيـِّئٌ ***** لَمَـــا عُريَـتْ منهـا تَـمِــيــمٌ ولا بـَكْـــــرُ كـذلـكَ مــا نَنـفَــــــكُّ نَـفْـقــــــدُ هـالِـكــاً ***** يُشـارِكُنا في فَقْــدِهِ البَـدْوُ والحـضْــــــرُ سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ شخصه ***** وإنْ لـم يكنْ فيـهِِ سحابٌ ولا قـطــــــــرُ وكيـفَ احتمـالي للسحـابِ صـنـيـعــــــة ً ***** بإسقـائِهـا قَـبْـراً وفي لَحــدِهِ البَـحـْــــرُ! مضى طاهــرَ الأثوابِ لم تبـقَ روضـــة ٌ ***** غـداة ً ثـوى إلا اشـتهـــتْ أنَّهــا قـبــــرُ ثَـوَى في الثَّرَى مَـنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى ***** ويغمــرُ صـرفَ الدهـــرِ نائلُـهُ الغمـــــرُ عـلـيــك سَــلامُ اللَّــهِ وَقْــفــــاً فــإنَّـنــي ***** رَأيـتُ الكريـمَ الحُـــرَّ ليسَ له عُـمْــــــرُ أبو مسلم/ إسماعيل البشير | |
|