الشاعر الحاردلو وحسن التخلص....
هذه قصة حقيقية حكاها الشاعر السواداني الراحل إبراهيم العبادي (رحمه الله)، وبدأها بقوله... المثل السوداني بيقول (الفسخو بلة)، لكن أنا عندي حكاية يصلح أن يكون عنوانها: (الفسخو الحاردلو)...
يقول الشاعر العبادي: الحاردلو وقف قدام خليفة المهدي عشان يستشفع في الخليفة شريف (وهو الذي قاد ثورات الأشراف ضد الخليفة عبد الله التعيشي)، فخاطب الحاردلو خليفة المهدي بقوله:فوق لَقا فوق مَحل، في الجاية ما بتتمحَّن
وفـرَّاج كُربـة الهـم القبايلـو يزحَّـن
وكِت حسناتـك السيتِن قبيـل ما صَحَّـن
صبر أيوب بتتقلبـو الليـالي إن شَحَّـن
فأشاح الخليفة بوجهه، وأداره إلى الناحية الأخرى، مما يؤكد أن هذا الكلام لم يعجبه، فأيقن الحاردلو أن اسمه قد وُضع ضمن القائمة السوداء (طوالي عرف إنو إتختَّ في البلاك لست) !!!
فما كان من الشاعر الحاردلو إلا أن تحرك إلى الناحية الأخرى ليكون في مواجهة الخليفة مباشرة، وقال:عِجْـل البُرْبُـرَة الوقفن قرونـو شَراتي
نطح الصومعـة، ولي أماتو جايي يتاتي
وكْتَ الطـار مرق، رِكب السديس العاتي
والله البِـواردك في مَشارْعـك خـاتـي
فتملَّص بذلك من كلامه السابق تحاشياً لما قد يسفر عنه غضب الخليفة... فسمَّى الشاعر العبادي هذه الحكاية (الفسخو الحاردلو)...