بسم الله الرحمن الرحيم
السلام وما فيه من عظيم الفوائد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (وإذا حييتم بتحيةٍ فحيُّوا بأحسن منها أو ردُّوها، إن الله كان على كلِّ شيءٍ حسيبا) النساء، الآية (86).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (خلق الله عز وجلَّ آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر – وهم نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيونك به، فإنها تحيتُك وتحية ذريِّتك. فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، قال: فزادوه؛ ورحمة الله) متفق عليه.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): {والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم} رواه مسلم وأحمد، وأبو داوود، والترمذي، وابن ماجة.
السلام هو تحية الإسلام الخالدة، وهو تحية أهل الجنة في الجنة، وهو تحية الملائكة لأهل الجنة. وللسلام فوائد عديدة، يمكن أن نجملها في الآتي:
· امتثال أمر الله ورسوله وإحياء السنة.
· تأمين المخاطب وبعث الطمأنينة في نفسه.
· تبادل الدعاء بين الطرفين برحمة الله وبركاته.
· مفتاح للتعارف بين الناس، بما يتضمنه من تحية وتأمين ودعاء.
· تحصيل الحسنات، وتساقط الذنوب، وهو من أسباب دخول الجنة.
· إفشاء المحبة، وإزالة التشاحن والبغضاء.
· التعاون على البر والتقوى بفتح الباب لتبادل تحصيل الحسنات، وتكفير السيئات.
· فيه دلالة على التواضع، والبعد عن الكبر.
· يحبب في الدخول في دين الإسلام.
هذه التحية التي شرعها الله لملائكته وأنبيائه وعباده المخلصين من الإنس والجن، فيها خير كثير، ويترتب عليها ثواب عظيم، وقد وصفها الله في كتابه العزيز بأنها طيبة ومباركة، قال تعالى: (فإذا دخلتم بيوتاً فسلِّموا على أنفسكم تحيةً من عند الله مباركةً طيبة) النور – الآية (61). وقد صحَّ عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لمن قال (السلام عليكم) هذه عشر حسنات، ولمن زاد عليها عبارة (ورحمة الله) هذه عشرون حسنة، ولمن زاد على ذلك عبارة (وبركاته) هذه ثلاثون حسنة. فهذه الحسنات الكثيرة التي يحصِّلها كل من يلقي السلام وكل من يرد عليه؛ نرى كثيراً من الناس في هذه الأيام يفرِّطون فيها، وذلك باستعاضتهم عن هذه التحية الطيبة المباركة بتحايا أخرى مثل: (إزيَّك، كيف الحال، لعلك بخير، إدِّيك العافية، مرحبا، هلا، حبابك، كيفك، عامل كيف، صباح الخير، مساء الخير، كيف قيلتو، هاي، تشاو، وخلافها من التحيات)، والثواب المذكور أعلاه مترتب على تحية الإسلام المشروعة، لآن فيها تحية وتأمين ودعاء، أما هذه التحيات الأخرى فليس فيها سوى مجرد التحية، ويمكن للمرء أن يردد أي من هذه التحيات بعد إلقاء تحية الإسلام المشروعة، أما أن يكتفي بها عن أداء تحية الإسلام، فهذا كمن قال عنهم المولى جل شأنه، على لسان كليمه موسى (عليه السلام): (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) البقرة – الآية (61).
ختاماً أوصيكم ونفسي الضعيفة بالتزام تحية الإسلام المشروعة في إلقاء السلام وردِّه، ولا بأس بالاستطراد بعد ذلك في ذكر عبارات مثل: حيَّاك الله، وكيف الأولاد، وإديك العافية، وهلمجرَّا.
لا تنسونا من صالح الدعاء،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ليست الأولى بأحق من الآخرة) حديث نبوي شريف.