حوار صحفي مع الراحل عبد المجيد عبد الرازق
حاوره بالدوحة: أمجد بطران
يضرب بإعاقته ومرضه عرض الحائط، يتجول بين البلدان المختلفة كالرحالة، يحضر كل البطولات الكبرى سعياً وراء سبق وإنفراد ومجد صحفي..فمنذ نعومة أظافره برزت مواهبه حيث أسس صحيفة وهو في الصف السادس الابتدائي، وأضحى القلم منذ ذلك الحين رفيقه الأبدي الذي لا يقدر على فراقه، يلازمه أينما حل وفي أي مكان..ضيفنا اليوم رمز للتحدي والإصرار وعنوان للعزيمة والإرادة، يلقب بـ(عملاق الصحافة السودانية)، وهو بالفعل كذلك لأنه أثبت أن المعاق الحقيقي ليس معاق الجسد بل المعاق هو عديم الطموح وقليل الحيلة وغير القادر على التحدي، وكلها صفات بعيدة كل البعد عن ضيفنا العزيز الصحفي المخضرم عبد المجيد عبد الرازق الذى حل ضيفاً على صفحات الشرق الرياضي وأباح بكل ما في جعبته في حوار استثنائي مع رجل استثنائي :
*بداية أهنئك على سلامتك.. علمنا أنك عائد للتو من المستشفى؟
الله يسلمك أنا الحمد لله بخير وهذه حالتي منذ أن أصابني فيروس في الرئة في دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، وأصبحت منذ ذلك الحين ضيفا دائما على المستشفيات.
*ماهو سبب إعاقتك ؟
كنت أتصف بالشقاوة وأنا صغير السن، وأصبت بالإعاقة وأنا في الرابعة من عمري بعد أن سقطت من فوق سطح المنزل وأصبت بكسر في السلسلة الفقرية وسبب لي ذلك عاهة مستديمة، ولكن أود أن أشير إلى أنني كنت بصحة جيدة وأمارس الرياضة بشكل طبيعي قبل عام 2008 عندما أصابنـي الفيروس.
*حدثني قليلاً عن تجربتك الصحفية؟
أعشق الكتابة منذ صغري فقد أسست صحيفة وأنا في الصف السادس الابتدائي وكانت تختص بالشؤون المدرسية واستمرت حتى مرحلة الثانوية العامة، وكنت أقوم بتحليل مباريات الكرة في المدرسة، وفي المرحلة الجامعية التحقت بجريدة الصحافة ولكنها أغلقت بعد فترة من قبل السلطات، ثم عملت بعد ذلك في صحيفة الرأي العام حتى عام 2010، وحالياً أتبوأ منصب رئيس القسم الرياضي في جريدة السوداني، ومساعد رئيس جمعية الصحفيين للعلاقات الخارجية، وعضو لجنة الإعلام بالاتحاد العربي لكرة القدم، إضافة إلى أنني عملت سكرتير تحرير لعدد من الجرائد الرياضية المتخصصة، ومراسلا وكاتب مقال في أكثر من صحيفة عربية.
*ماهي ابرز الإنفرادات التى سجلتها للصحافة الرياضية؟
أنا أعد أول صحفي عربي يحاور جوزيف بلاتر بعد توليه رئاسة الاتحاد الدولي للمرة الأولى عام 97، وللحقيقة كان رافضاً إجراء أية مقابلات صحفية ولكن توسط الدكتور عبد الحليم محمد وهو أحد مؤسسي الاتحاد السوداني والإفريقي لدى بلاتر، وحاورت أيضاً هافيلانج الذي كان رئيساً للاتحاد الدولي قبل بلاتر، إضافة إلى عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
*و أهم البطولات التي قمت بتغطيتها؟
الحمد لله شاركت في تغطية عدد كبير من البطولات العالمية منها على سبيل المثال لا الحصر كأس العالم 4 مرات، وكأس إفريقيا 5 مرات، وكأس آسيا مرة واحدة، وأولمبياد أثينا وسيدني وبكين، إضافة إلى بطولات كأس العالم للقارات وكأس العالم للشباب، وأنا فخور بتجربتي الصحفية وتتلمذ على يدي عدد كبير من الصحفيين البارزين حالياً في الصحافة السودانية.
* أفضل تكريم حصلت عليه..اين..وكيف؟؟
أول تكريم لي كان في عام 96 للراحل الأمير فيصل بن فهد، كما أنني ضيف شرف في كل البطولات العربية، وحصلت على وسام الاتحاد العربي للصحافة الرياضية عام 2002، فضلاً عن حصولي على لقب أفضل صحفي في السودان أكثر من مرة، وأتمنى أن أحصل على جائزة عالمية.
*حدثنا عن دور أسرتك معك؟
أنا الحمد لله سعيد للغاية في حياتي ومتزوج ولدي 4 أولاد وهم محمد في الصف الأول الثانوي، وأمين في الصف السادس الابتدائي، وأحمد في الصف الرابع، وعثمان طفل صغير عنده عامان، وزوجتي وأولادي لم يشعروني يوماً بإعاقتي.
*نترك حياتك الشخصية جانباً ونسألك بصراحة عن رأيك في تراجع الرياضة السودانية؟
للأسف الوضع الرياضي في السودان سيئ للغاية والأسباب متعددة فمنها عدم دعم الدولة بالشكل الكافي، كما أن الدخلاء على المجال باتوا هم القابضون على مقاليد الأمور وأفسدوا الحياة الرياضية في السودان، إضافة إلى أن أهم عامل هو الحروب الكثيرة التي أنهكت كل موارد الدولة.
*ورأيك في تجربة جمال الوالي في المريخ؟
تجربة ناجحة جداً واستطاع تكوين فريق قوي وأتمنى أن ينعكس ذلك على المنتخب السوداني.