بسم الله الرحمن الرحيم
الذكر في أيام العشر المباركة وأيام التشريق
الذكر في أيام العشر المباركة وأيام التشريق شعيرة عظيمة غفل الناس عنها وأهملوها، لاسيما الذكر المطلق؛ غير بالمقيد بأدبار الصلوات المكتوبة!!!
على الرغم من أن هذه الأيام قد نعتها الله ورسوله بأنها أيام ذكر وعبادة:
قال تعالى في محكم التنزيل: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير} الآية (28) من سورة الحج.
الأيام المعلومات المشار إليها في هذه الآية هي العشر الأولى من ذي الحجة.
وقد روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : { ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني الأيام العشر- قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء }. رواه الطبراني ولفظه: {ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير } (أي أكثروا فيهن من قول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) .
والذكر خلال هذه الأيام نوعان، ذكر مطلق، وهو الذي يستحب للمؤمن ترديده في أي وقت منذ غياب شمس آخر يوم من ذي القعدة ودخول أول ليلة من ذي الحجة حتى غياب شمس ثالث أيام التشريق. وهو بخلاف الذكر المقيد، الذي يردده المصلون عقب تسليمهم من الصلوات الخمس ابتداءً من فجر يوم عرفة وانتهاءً بعصر ثالث أيام التشريق (رابع أيام النحر).
والذكر المشروع هنا هو والتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح، وله صيغ كثيرة ثابتة عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، من أصحها هذه الصيغة: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد).
وكأني أرى الناس يستحيون من رفع أصواتهم بالتكبير والتهليل في هذه الأيام!!! فحاول أخي الكريم أن ترفع صوتك بالتكبير والتهليل وأنت خارج من بيتك... وأنت في طريقك إلى المسجد أو إلى السوق... وأنت في سيارتك... وأنت عائد من المسجد أو متجه إلى زيارة أخ لك في الإسلام... نهاراً أو ليلاً... ضحىً أو عشياً... لا تتردد ولا تستحي... فإنها عبادة عظيمة وشعيرة من شعائر الله... فلا تضيعوها... ولنسع جميعاً لإحيائها وتعظيمها، فإن الله تعالى يقول في كتابه العزيز: (ذلك ومن يعظِّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج - الآية (32).
وقد كان أبو هريرة وابن عمر (رضي الله) عنهما يذهبان إلى السوق في هذه الأيام ويكبران فيكبر الناس بتكبيرهما، حتى ترتج جنبات السوق بالتكبير والتهليل.