| عزومة ونسة تحت نخلة وريفة | |
|
+3Ismail محمد نورالله مبارك خليل ساب 7 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الأربعاء 25 مايو 2011, 2:55 am | |
| الإخوة المنتسبين بمنتدانا الحبيب بصفة خاصة وأهل العريجا وإمتداداتها شقلة وللمدينة عزازي وناس الكبري بصفة عامة.... بهذه العشرة الطيبة أدعوكم لجلسة أرايحية وونسة دقاقة في ظل نخلة نوبية على ضفاف النيل لنحكي ونتونس ونفضفض بما تكمن وجداننا..... ولا يهمكم فليس هنالك هم وعذبات وحدة الغربة ولا ظمأ ولا سغب ولا حاجة للنكتوت... فالنهر النمير جاري لنغرف بكفينا ونروي به طين جسدنا... والنخل إن هززت جذعها أو لم تقم بذلك لن يبخل عليك بإسقاط عجو المحس التقيل... والجرف بخيره وخيراته ثومه وبصله وفوله الأخضر في متناول اليد... والناس بطبعهم وكرمهم وسرعة بديهتهم سيعجبونكم... فهم إناس مسالمون لا تجد بينهم من يحمل عكاظا أو يستمشق سكينا على ضراعه أو سيفا على كتفه... بس ربما في لحظة إنتشاء ينسون تواجدكم ويتحدثون بلغتهم ولسان أمهم النوبية باعتباركم منهم أو الحالة واحدة.. فلا تظنوا كما يظن الكثيرين هذا الأمر عنصرية بل هي أصالة ومن تعود لسانهم التحدث بها... فهنا أريد أن أحكي لكم عن مفردات تلح وتصر على التفسخ أمامي وتتمطى لكي أحللها.. وأفرغ ما في أحشائها من معاني ومدلولات لأخلق منها موضوعات بمفهوم ثقافتنا النوبية الضاربة في القدم... أهديكم بعضا من هذه المفردات بعد ترجمتها بالعربية كلما سنحت لي الفرصة... بعناوين هذه المفردات كمواضيع ومقالات رأت بعضها النور من قبل في الفيس بوك وفي منتديات نوبية.. ولتكن البداية بالسلام كمقدمة...عليكم أقرأ السلام من هذه الباحة الساحة البلورية البيضاء المتاحة لنا ومن خلال حروفي التي أراها تنساب من وجداني بين السطور بالحب المتفتق شوقا وبعدد شهيق وزفير كل الكائنات الحية وبعدد حبات الرمل وببكاء الأطلال وضحكات الفرح.... أقرأ على أرواحكم السلام... ثمة حكايات حفظتها في أحد أدراج عقلي لتستقر بالشريان المتصل مع القلب لتنعشه وتعيد فيه النبض حين أصاب بوعكة حرفية كهذه... أشعر بها قد بدأ الآن تفرفر بداخلي لتتعبد في محراب الجمال وأنا أجر حروفها تسبيحا وحين أصل الثالث والثلاثون يتحول الحرف إلى نص من جمرة التهليل وتوقد داخل وجداني ناراً لحد الاحتراق رمادا...وأتحول هبوتا ليمطر بها الأحبة ما يستسيغونه من منبهات كيف الهوى وهواية الكتابة... فلا أدري هل هي نهاية عمر الكلام عندي أم حياة جديدة لباقي عمري.. مازلت أمارس عبثا وأجمع من الذكريات أطراف أقمشة كانت توشح جمالهم ذات يوم... وأجر الخيوط المتخثرة في الحنايا لأضفي شيئا من الفرح وعبق الحياة الجميلة في بساتين أفئدتهم... نعم هذا ما أبتغيه...
** ذات يوم فتحت شباك Microsoft word وكتبت لها اشتقاقك ووضعت خلفها موكبا من علامات التعجب تعبيرا لدهشة المشاعر وخرجت من الموقع ليس رغبة في أن أرتاح لأنني أكملت قراءة كل أبواب المنتدى وتعبت...بل حتى ينعم ضميري (والدي) الذي يحاسبني بقيلولة تلك المساء.. ولم أجد الرد الذي يبل الشوق ولا تعقيبا يطمئني... وفقط الآن وفي هذه الساعة يجيب التاريخ الناجي من الموت ويدون لي أحدهم (لأنك رومانسي وكتاباتك غزل تجعل من النجوم عقد ) وإضافة ولا جديد عن كتابات إحسان ونزار ومن هذا الباب الذي حاولوا نعتي من حيث لا يحتسبون قاصدين تقليل شأن ما أكتب وعدم جدواها زادوني فخرا حتى مارس الضوء من حولي الرجفة وسكب أباريق الكلمات التي تشبه السحر طعما ورونقا ربما كثافة في صدري المفتوح سلام وسلام فلا يجد سوى الغيم الملفوف بثوب النبض يحرقه ويبدأ في الجسد التوعك...أفيدوني هل الحزن شعور مؤلم يشبه خازوقا يلتصق في العمق... فهذا ما أشعره أم شعور صادق يصادق فقط.. كان من المفترض أن لا أكتب هذه الحروف وأن أدهس مشاعري وأحاسيسي أمام هذه الفقدان... فالأشياء التي مررت عليها أمام سحابة عمري لم تكن سوى أن أتقبل وضعي في النهار وأحاول أن أنكر ذاتي وأدس ابتسامة في الأفواه لعلهم يقتنعون إن صمهم خوف وبخل... وأقول نحن... أنا ومرسل تلك الرسالة على جوالي منكوبين ننام وفي صدورنا كمية من البكاء تكفي بأن ترضع أبناء القبيلة من أول نوبة إلى آخره حتى الجبال الشامخات جبل ميما ومولى تبج وتفيض وتملأ الجزائر ويغرق ساب...وها أنا لإسعاد الجميع أحاول رفع ريش طيري منذ زمن للسماء وأعجز عن الطيران وأقتنع أن جميع البشر من ذوى الاحتياجات الخاصة في الطيران والكمال لله... فكلنا في التحليق كما الكسيح يستخدم العجلة والأعمى البريل للقراءة والأطرش السماعة نستخدم الطائرة وأنا دونهم نثرا وشعرا أتحلق في سماءك يا عمري.. بهذا القدر من التحليق أكتفي حتى لا تجرني المشاعر لخطوة أخرى سوف ألوذ الصمت برهة لأستمع واستمع حتى تقمص أحاديث الشفاه في طبلة أذني وأرى النملة تجري وتحذر أفراد قبيلتها أدخلوا مساكنكم حتى لا يصلي أجسادكم أشواق مبارك...وأرى العالم الخالي المفروغ من المرغوب والممتلئ بالبغيض المر الحنظل يزدهر حدائق غلبا... عنبا وزيتونا ونخلا في حضرة وجودكم... وتصبح نوتات شهية من معزوفة سوناتا لموزارت رغم وجع البداية لتنزلق الضحكات من الأفواه وأضحك فرحا حتى تدمع عيني وأختمها (أووووششش إن في أصواتكم فرح مدجج) ألهم أجعله خير!!! سابن أقج في 16/2/2010م | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الجمعة 27 مايو 2011, 3:48 am | |
| يبدو مازال الغالبية يريدون أن يعرفوا عني الكثير فلا بأس نبدأ ونستنا بالتعريف عن شخصي العبد لله البسيط... سيرة ذاتية
1ـ البداية مبارك اللي هو أنا وسميت بهذا الاسم لأنني ولدت في النور قبل سنوات عديدة هكذا تقول أمي... وجميع أهل قنس وأقربائي في تبج وعطب وبعضا من أصدقائي المغربين يعرفون أنني ولدت في النور...وجئت إلى هذا الوجود في قرة شوال مع ولادة وبذوق هلاله... طل وجهي فوق برش الولادة مع إطلالة الهلال بالأفق الغربي... سقط رأسي من بطن أمي على وجه هذه البسيطة مع سقوط شمس آخر يوم رمضان وراء الأفق في تلك العام..... غادرت رحم أمي مع مغادرة المصلين من المسجد دون صلاة التراويح.... أطلقت صرختي الأولى حين أطلق مدفع الإفطار دوي الطلقة الأخيرة... جاء الطلق لأمي مع إطلاق طلقة الإفطار..... مع رفع أخر نداء لقطع الصيام قطع عني الحبل السري ورفعت لحضن أمي مع رفع الأذان... مع بداية الليلة المصبحة للعيد... كانت بداية تناولي الغذاء بفمي... أول قوت تناولته بفمي ونزل إلى أمعائي كان من أول قطرة لبن نزل من ثدي أمي.... كنت أرضع لبن أمي الأبيض... بينما كان كل أهل القرية على بكرة أبيهم. يعجنون الدقيق الأبيض ويطحنون السكر الأبيض لخبيز كعك العيد... وفي لحظة الحدث ومع سقوط رأسي وبمجرد أن أستدرك الحاضرون جنس المولود الضيف القادم اختار أحدهم مبارك أسما للنوبي الصغير القادم الجديد وبارك الجميع فصار اسمي مبارك من قبل الأسبوع ودون عقيقه.... فدائما أمي تقول بأنني مولود في النور مع ولادة هلال شهر شوال في الليلة المصبحة العيد استقبلتني الحياة والمسلمون يودعون شهر الصوم... كنت الجديد في بيتنا والناس يحيكون الملابس الجديدة كنت عيديه الأسرة والناس يعدون الكعك والحلوى لاستقبال العيد في تلك السنة... كنت المولود الوحيد في المنطقة والكل يحكي ويتحدث إنهم لم يسمعوا طول حياتهم مولودا في تلك الليلة وكان فرح الوالدة فرحتين وللوالد ثلاثة فرحات بإكمال صيام الشهر وبالعيد وبقدوم مبارك شخصي مع العيد ليكون عيدا مباركا.. وكانوا يعبرون فرحتهم ويدغدغون عليه بالدلال وكنت سعيدا بهذا الدلال والدلع.... 2ـ الحاضر والآن بعد أن كبرت فأنا قلب مثقل بنبض متعثر... أنا الرجل الطفل الذي كلما ضاق صدري بالحياة أفاجئه ببيت شعر وهاتف ونسه مع رفيقة حياتي أو بموضوع على المنتديات النوبية وها أنا ذا أتوغل في عرين اليعروب وأختار عريجا موقع أبناء العمومة أحفاد ود الأرباب حتى تذيب ضحكة الفرح ملح دموع الغربة.. ولو استبد بي القهر أو الحاجة أرميهما في نهر النيل كوريقات الورد.... وحين تضيق ويتحكم الحزن أجعل من حزني فانوس قمر أنير به سواد الليالي الموحشة واقتات من معاش مهنة الفرح التي اعتزلتها وهجرتها منذ عهد بعيد بالغربة واليتم والرحال الذي لم أعرف له عنوان غير أرصفة حملت منه ما حملت من صقيع ليالي جافة أدفأها بالقليل من الشعر والدمع الكثير... أبتسم حين أسمع مفارقة نوبية وأضحك لحد القهقهة حتى تدمع عيني حينما أسمع طرفة تلقائية من البلد... أنفلت حينها من نكدي وأسلي وحدة شجن الغربة وأشق نافذة إلى هذه المنتدى لأطل من خلالها للأحبة بالتفاؤل لغد مأمول متمنيا أن تمنح الطبيعة للنوبة قامة شامخة نرنو نحن أبنائها إلى السماء رفعة ونرضع غيماتها عزة... طالما رائحة حليب ظلت عالقة بفمنا... بلد عزيز فيه نمونا وتدوم لنا نوبة وترنا المائي وسكوت نبضها وجنتنا المشتهاة.... وعبري وحلفا ودنقلا ودلقو مدننا الأربعة حسناوات الجمع المباح نبادلهن الحب بالحلال ليرانا القوافل والعالم نغذي المسير عبر مفاوز الرمل وراسخات الجبال...ونوبة تعانق ذهننا شفيفا بصور الحياة وتكوينها الأول على هيئة جداول حب لا ينضب أو نبع عاطفة لا تغور... نيلي الهوى ندى التورد والتيه والهيام.. حنيني للنوبة حالة سكب....و.المكان خوي بالزمن.. فالنوبة هي المكان تلك القرى الراقدة على امتداد النيل والمدن تتشابه فيه فلا فرق بين عزازي في الجزيرة عن حلفا ودلقو ودنقلا وعبري المدينة التي حزنت عليها لفرط ما أثخنتني الفراق بنباله وقسا علية الزمان بحرابه الموسومة دائما بالوجع حتى يبست بحب نوبة وأرضها ونيلها ونخلها ... سابن أقج في 10/4/2010م | |
|
| |
محمد نورالله
عدد المساهمات : 226 تاريخ التسجيل : 27/10/2010
| موضوع: عزومة ونسة تحت نخلة وريقة السبت 28 مايو 2011, 3:22 am | |
| الاخ مبارك جعلك الله مباركا فى الدنيا والاخره مرحبا بالونسه تحت عمتنا النخله او تحت الفنتى الكلام مرتب ومنسق وجميل والمولد اروع واجمل اما عن القري عندنا فى الجزيره فهى بين الماء والخضره والوجه الحسن وكلها ترقد على الترع او الكنار اوبالقرب منهم والنوبه بيننا فى نعيم فالنعيم عندنا طيبه انسان الجزيره الذى ليست لديه عنصريه فقري الجزيرة كالمدن بهاء جميع السحنات من شتئ بقاع الارض
| |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة السبت 28 مايو 2011, 4:09 am | |
| الأخ مبارك كلامك درر وأود أن أخصك بمعلومة أن العريجه أرض نوبيه خالصه يعيش فيها الناس بين ظهراني المحس في نعيم وليس العكس فقد حررها جدك رحمه(القصر البلايم القوناس علي الفقر) من أيدي العنج ولولا رعاية الله لجدك المجاهد لكانت الأن تابعه لأبيي (وللا ما كده يا النسيت التاريخ عمدا) |
|
| |
Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة السبت 28 مايو 2011, 7:23 pm | |
| - آمنه عبد القادر كتب:
- الأخ مبارك كلامك درر وأود أن أخصك بمعلومة أن العريجه أرض نوبيه خالصه يعيش فيها الناس بين ظهراني المحس في نعيم وليس العكس فقد حررها جدك رحمه(القصر البلايم القوناس علي الفقر) من أيدي العنج ولولا رعاية الله لجدك المجاهد لكانت الأن تابعه لأبيي (وللا ما كده يا النسيت التاريخ عمدا)
سكان العريجاء الأصليون من المحس، وقد أسسها جدنا رحمة القصر في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي (حوالي 1815م)، بعد أن حرَّر المنطقة من ربقة حكم الطاغية (دكين أبو شمة)، الذي كان تابعاً لسطان الفونج، وليس لسطان العنج (مملكة عَلَوة التي كانت لها عاصمتان في سوبا وقَرِّي)...، ولكن الكواهلة ساكنوا المحس في العريجاء منذ عهد قديم، وحدث بينهم التعايش والمصاهرة وحسن الجوار، فتمازجوا روحاً وقلباً ودماً، فلا يعرف في تاريخ العريجاء على الإطلاق أنه قد نشبت خصومات أو نزاعات أو محاكم بسبب العنصرية أو النعرة القبلية أو التفريق بين الناس على أساس الجنس والعرق !!!
تخريمة: حلوة حكاية (رحمة القصر البلايم القوانص على الفقر) دي يا بت الخال... عايزين الترجمة على الشريط يا آمنة .... | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة السبت 28 مايو 2011, 8:06 pm | |
| بارك الله فيك وإنت عاد ما سيد التاريخ والعلوم الأنسانيه وردا علي إستفسارك وأغلب الظن أنك ترجو عموم الفائده وأبدأ بالمفردات القصر مرض يصيب السلسله الفقريه والهيكل العظمي والقوناس هو آخر الفقرات والفقر بكسر الفاء وفتح القاف هي فقرات الرقبه ومرض القصر في أقسي أنواعه يسب إندماجا بين الرقبه وآخر الظهر مما يسردب ويقصر قامة المصاب يهذا كنايه عن الشده وسبر أغوار الحرب والتمكن من فنون النزال |
|
| |
البرنس
عدد المساهمات : 234 تاريخ التسجيل : 18/10/2010
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الأحد 29 مايو 2011, 1:48 am | |
| وسكت الكلام في عز الكلام ...
| |
|
| |
Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الأحد 29 مايو 2011, 4:00 pm | |
| - آمنه عبد القادر كتب:
- بارك الله فيك وإنت عاد ما سيد التاريخ والعلوم الأنسانيه وردا علي إستفسارك وأغلب الظن أنك ترجو عموم الفائده وأبدأ بالمفردات القصر مرض يصيب السلسله الفقريه والهيكل العظمي والقوناس هو آخر الفقرات والفقر بكسر الفاء وفتح القاف هي فقرات الرقبه ومرض القصر في أقسي أنواعه يسب إندماجا بين الرقبه وآخر الظهر مما يسردب ويقصر قامة المصاب يهذا كنايه عن الشده وسبر أغوار الحرب والتمكن من فنون النزال
لله درك يا بت الخال،،، حقيقة؛ شرح وافي وتفصيل دقيق، لا مزيد لدينا عليه، سوى أن نقول أن مرض القصر هو مرض التيتانوس (التشنُّج) القاتل، وهو إما أن يتسبب في وفاة المصاب، أو إصابته بتيبُّس السلسلة الفقرية، مما ينجم عنه تقوُّس الظهر وتحدُّبه، ولا ينجو من هذه المضاعفات إلا النذر اليسير من المصابين بمرض القصر... بالمناسبة؛ هناك سلسلة حلقات عن تاريخ العريجاء القديم، منشورة بهذا المنتدى، سوف تجدينها على هذا الرابط:ـ | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الإثنين 30 مايو 2011, 1:18 am | |
| أخوي محمد نور الله.....سلام تقديري واجد وكبير لمرورك من هنا... وانتقاؤك ( فنتى ) أي عمتنا النخلة... هوية الإنسان النوبي وعنوان كافة النوبيين الموحدين بالله والمؤمنين بكل الرسالات السماوية... ومن هنا نجد الفرد النوبي مرتبط بالنخلة اقتصاديا واجتماعيا وعقائديا من قبل التاريخ فنجد في العصر اليهودي النخل متواجد في قول الله تعالى في القرآن على لسان فرعون متوعدا السحرة الذين أمنوا بموسى (أأمنتم به قبل أن أذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ....)... ثم في الحقبة المسيحية حين اعتنقوه وجدوا مكانة النخلة في قصة المخاض الصوت التي جاءت من تحتها هزي عليك بجذع النخلة.... ثم جاء نبينا الكريم يوصينا بعمتنا النخلة فلكل هذا ولاعتقادات ثقافية نجد للنخلة قداسة خاصة لدى الإنسان النوبي ولأهمية (الفنتي) النخلة التي تسافر إلى الفضاء ميبسا جذعه وفوق هامتها تبقى طفلا تخضر بسعفها تكنس الفضاء ويغازل القمر (أنتى) ثم تخرج بلحا لا ننساه منذ الكتاب ونحن نناشدها هاتي هاتي يا نخلاتي... لذا نجد الإنسان النوبي دائما يصف المحبوبة بالفنتي التمر أو (بالأنتي ) القمر.. ومن هنا أعتقد تعقيبك وإشارتك للفنتي كانت صائبة وتأيدا لما رحت إليه بأن الإنسان النوبي في أرض المحس الحالية أو التاريخية بما فيها العريجاء وبري وتوتي وكل السودان قبل دخول العرب القريب جدا بقياس عمر التاريخ تعكس بأن هذا الشعب الجميل لم يعرف العنصرية ولو أتهم من البعض بالعنصرية لمجرد تحدثهم بلغتهم في تواجد العرب متناسين بأن هذا اللغة لسان أمهم والأسهل لهم في التواصل والتفاهم فضلا على أنها كانت في عصر بادت لغة عموم أهل السودان...وكما أشرت من قبل كمدخل للترحيب في أحضان عمتنا النخلة أن الإنسان النوبي محب بطبعه دائما يجنح إلى السلم وخير بيان لما أشرت إليه تعايش الكواهلة معهم أخوة وتصاهروا وتناسبوا فيما بعد ليكونوا هذا المزيج المحب العائش في سلام ووئام وبالإضافة إلى هذا أنه إنسان صبور... يشتل فسيلة صغيرة ويرعاها ويسقيها وينتظرها لتصبح نخلة... تنتج بعد خمسة سنوات ثم تعمر لتأكل خمسة أجيال... فهذه النخلة فعلا عمة وفيها كل صفات الإنسان وفي هذا تعتقد الأسطورة النوبية أن النخلة مخلوقة من نفس الطينة التي خلق منها الإنسان...لأنها تختلف عن كل أنواع الأشجار التي تنمو وتزدهر كلما قص رأسها.... بعكس النخلة التي تموت كما الإنسان إذا ما قطع رأسها وهي أيضا كما الإنسان لا تنجح نتوجها إذا لم تلقح من الفحل مباشرة...وفيها مع الإنسان قوسم مشتركة وصفات وأمور كثيرة تحتاج لأفراد صفحات خاصة وفي براح أوسع.....فالإنسان السوداني الشمالي النوبي الممزوج بالدم العربي يتسم بالطيبة ليس من خضرة الجزيرة السودانية أو من جمال خلطة إنسانه بل من هذا النيل وما منه من كنار أو ترعة الذي جعل الله به كل شيء حيا بما فيه هذا الإنسان وفي هذا تقول الحكمة النوبية أن هذا النيل علم الأحباش الملاحة وعلم المصارة الفصاحة وعلم النوبيون السماحة وهنا النوبة هي السودان... ........................................ | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الإثنين 30 مايو 2011, 1:20 am | |
| المحسية الأصيلة الأخت الدكتورة ست الكل أمنة... نورت ضل النخلة وحبابك محسية والنخلة حيلك... والدار دارك جري الحبل ودفري الباب وخشي ساكت... (أنزلك بشجرة قنديله أو بركاوي ) فأنت تستحقها بجدارة أصولك... فهذا عادة وإرث من تعبير حفاوة الترحيب النوبي أردت أن أخصك بها ترحيبا... ثم ألقي الضوء على حكاية وأصل ومغزى هذه التنزيل... فكما أشرت من قبل كانت النخلة وأرض الجرف هي عنوان وهوية الإنسان النوبي... فاتخذوها في طقوس الزواج النوبي لتأكيد وقبول العريس...حيث كان والد العروسة أو المتكلم باسم عائلتها يقوم باستقبال وترحيب موكب سيرة العريس... وينزل العريس بنخلة أو بقطعة أرض في الجرف أمام الملأ... ويسجل له كمستند تأكيد لضم العريس ضمن أفراد العائلة واعتباره نوبي الهوية والجنسية بامتلاكه نخلة مستند الهوية وتعريف الجنسية بهذا النسب... وللآن يستقبلون سيرة العريس بهذا الترحيب كمجرد حفاوة دون التمليك.. وشكرا على معلومة جدنا رحمة القصر البلايم القواناس على الفقر.. وفعلا هذه معلومة جديدة نود أن نوثقها ونفسح لها من المجال ما يستحق حتى يعرف الأجيال الجاية والجاهل مثلي الذي يعتقد أنه يعرف تاريخه وكل صبح يكتشف جديدا.... مثل قائل هذه المقولة والمناسبة.... ويا أختي أنا حزين جدا بأن تاريخنا إما مزور أو مبتور الحكاية فلا أدري أهي عن قصد بسوء نية أم كان دون قصد بجهلنا لأهمية التاريخ ولديننا الذي ينصح بذكر محاسن موتانا... وسن لنا توضيح قصص السابقين بدءا من طرد أدم من الجنة إلى وقفة عرفة اليوم أكملت لكم دينكم .. ورسخت في مفهوم ثقافتنا (الما عنده قديم ما عنده جديد) ولكنا أهملنا تاريخنا وإرثنا الحضاري حتى بادت....فالتاريخ لم يسجل متى انتهت واندثرت اللغة النوبية لدي أهلي المحس في العريجاء وفي العيلفون وتوتي... وكيف ذابت وانتهت أثر بقية الأسر النوبية التي كانت تمتد فيما بين هذه القرى التي كان يقطنها المحس... لقد ذكر المرحوم زين العابدين محمد عبد القادر عضو مجلس ثورة مايو أنه شهد جده عبد القادر فكان يرطن أقصد كان يتحدث اللغة النوبية... ومن هنا أستنتج أنه كان قبل 150 سنة تقريبا كل المحس في العريجا أو في العيلفون أو في بري أو توتي كانوا يتحدثون النوبية فهذا الجانب المهم من تاريخ السودان معتم كليا...وكل يوم نكتشف الجديد عن تاريخ هذه الأمة منها أن الإهرامات بنوه جدودنا النوبيون فقد دلوا على ذالك من أهرامات البجراوية الصغيرة فالطبيعي أن الإنسان يبني الصغير ويتدرج لبناية الكبير وليس العكس كما كل البناء بدأ بالكوخ ثم الغرف وعمارة وبراج وناطحات السحاب فلذا بنينا البجراوية ثم طورنا وكبرنا في الجيزة.... هذه من جهة ومن جهة أخري نجد مفردة أهرام نوبية وهي تعني غطاء أو بطانية والأهرام هو غطاء المقبرة فسمي به تلك البناء الأثري المغطي ترب الملوك فزاد عليه العرب الألف واللام للتعريب والتعريف كما فعلوا في كل المفردات النوبية التي طعمت بها الدارج السوداني والمصري.. .................................................... | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الإثنين 30 مايو 2011, 1:25 am | |
| أخوي إسماعيل..... سلام كما ذكرت سكان العريجاء الأصليون محس هذا توثيق مهم يحتاج المزيد من إلقاء الضوء عليه...وأضيف أن من كانوا يسكنون كل هذه المناطق امتدادا لمن يتمسكون بمحسيتهم أو نوبيتهم في الجزيرة وفي توتي وبري والعيلفون وما بينهما من القرى كانت نوبية لسانا وسحنة ودما قبل دخول العرب... والدليل على ذلك قولك تحرير جدنا رحمة القصر في القرن التاسع عشرة من دكين أبوشمة التابع لسلطان الفونج وطرده فهذا يعني أن المحس النوبيون كانوا أصحاب تلك البقعة.....وكانوا يقطنون هذه المناطق من قبل هذه التاريخ وإلا لما قام الجد رحمة القصر بتحريرها فهي كانت منطقة أهله وجدوده... وبمناسبة عواصم علوة (سوبا... وقري)..وبما فيهما من جوانب غامضة ومخفية أتعرج لأستحضر ما كنت أسمعه من جدتي في صغري... كانت تنعت دائما أي شخص فقري أو يتشاءم منه بقري وأي خراب يحدث مثلا إذا انكسر كوب أو بخسة أو وقعت ركوبة أو حدث أي خراب فجائي كانت تصف الواقعة بخراب سوبا وتنعت من يقوم بهذا العمل الخرب بعجوبة بالذات جنس الرجال البيزرع الفتن وسط الحريم...وحينما كنت صغيرا كنت أحب الشمشرة وسط جلسة النساء في ضل الضحى لشرب القهوة أسمع شمارات قطيعتهن فكانت تطردني وهي تردد أخرج بره يا عجوبة!! فهل نجد عندك يا أخي إسماعيل وبقية البورداب معلومة عن علاقة قري بالفقر.... وصلة عجوبة بخراب سوبا....ففي التاريخ لم أجد إلا عنوانا عجوبة التي خربت سوبا فكيف ومتى حقيقة لا أدري... وقبله عايزين نوثق تاريخ الجد رحمة القصر.... (والبلايم القوانص على الفقر) وطلبت هذه الجزئية من الأخت أمنه فأرجو أن نتكاتف لنوضح لمن كان يتبع رحمة القصر وهل كان حاكما أم جندا من جنود مملكة النوبة التي كانت في الشمال في ذاك الزمان.... وحتى لقاء آخر أفوتكم بعافية... | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الإثنين 30 مايو 2011, 1:31 am | |
|
ذكريات وأسئلة حينما تلسعني ويلات الغربة أفزع للورق وأحضن القلم بأصابعي وألجأ للكتابة.... أصرخ وأشد شعري وأتحدث أبوح بكل ما في دواخلي وأبعث لنفسي رسائل تحتوي استفسارات تفرزها حالة المعاناة غالبا ما تكون أسئلة مستحيلة.... غريبة الطرح جديدة المعنى لم تعتد الناس سماعها... وأخلق منها حبكة حواديت ومواويل شعرية ليس من تهويمات الخيال بل حقائق تراكمت في جوانح المشاعر لتبوح القريحة في شكل قصص وقصائد تتكاثر من مضامينها عدة أسئلة...أطرحه لنفسي وللآخرين أحياناً أو أزرزر عليها بالكتمان وأخزنها في أعماقي... لأدونها فيما بعد في الزمن الآتي مذكرات.. حتى كونت مجموعة من القصص و القصائد ما زلت أحتفظ بجزء منها... وبعضها للأسف أبيدت في سبيل إشعال فحم الوقود وذلك حينما شطحت حكوماتنا المتعاقبة في سياساتها الدولية وخربت علاقاتها مع الجميع وتم حصارنا وتدهور اقتصادنا ومن جرائها اختفى الغاز والكيروسين في أسواق العاصمة مما جعل الأسر تضطر في استخدام الكتب والمجلات وقوداً لإشعال نار الكانون في سبيل إعداد ما يشبع البطون ليذهب بعده ما يشبع العقول في ستين داهية... حتى لا ننجر الى حديث السياسة الموصوف بـ ( dirty game) ويجعل نطركم لبوحي يطول.... دعوني أعود للنت والعودة هنا أحمد لهذا الأسفير العجيب وليد العصر... ابن تكنولوجيا الاتصالات التي استطاعت تحويل الكون من كرويته ألي مستطيل صغير داخل غرفتك المربعة... ووفرت لنا شتى المعلومات وفتحت أبوابها لمن أراد عرض مواهبه... وبما لدية من معطيات العصر.... وبالمتاح أبوح لكم ما استطيع من مشاعري الأدبية المكتومة... ابدءاه ببعض من تلك الأسئلة والتي سبق أن سألت بعض أصدقاء الطفولة فلم أجد منهم سوى تقطيبه الجبين وصرة الحواجب والوقوف على حيلهم ونفض مؤخرة جلبابهم كأنهم يلقون ما تعلق فيهم من هموم الدنيا ثم يكشحونني بسلام ويغادرون المكان عجزا وهروبا ًمن سؤالي. ومن هذه الأسئلة التي كنت أطرحها دائما ومازالت تشغل بالي. كم عمر الأحزان؟ وما مقدار الدموع التي يزرفها الحزين؟ وكم عدد اللقيمات التي تشبع الجائع؟ وكم عمر الزهرة؟ وكيف ومن أين يأتي الحب وأين يستقر في دواخلنا؟ وهل يتساوى حب القلب مع حب العقل؟؟ وإذا أحببت إنسانا بالقلب وشعرت بالعقل ميلا لشخص آخر فأيهما يقول للآخر باي باي ؟ وهل يمكن أن يعرف القلب حبا أو يشعر به قبل سن الرشد؟؟ وبماذا تصنف مثل هذه المشاعر؟ ولماذا ينسى الإنسان كثيرا مفاتيح الباب والسيارة أو ماذا كان غداءه يوم أمس. ولا تبارح ذهنه لحظة من ذكريات طفولته التي مضت قبل عقود من الزمان؟8/11/2008م
| |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الخميس 02 يونيو 2011, 3:40 am | |
| ذكريات من الطفولة
في الثالثة من عمري أعتدت الوقوف على رجليه... ومع الأيام ثبت قدمي على الأرض... وروضت بالفطرة على الخطو السليم وعرفت أن أقدر المسافات تلقائي.. لأتفادى الاصطدام المتكرر مع الأشياء القائمة... التي كانت تؤذيني بجراح كوعي وكراعي وشق شفتي أو تورم جبهتي من كثرة الوقوع على وجهي... بعدها كنت أبكي طويلا من ألم السقوط ولا يزال على جسدي بعضا من علامات تلك الجروح والعثرات التي عدلت مشيتي... انتقلت منها لمرحلة التحرك والركض بتوازن من مكان إلى آخر ولمسافات أرحب.. حول بيوت الجيران ومنها بدأت الانتقال إلى الحواري المجاورة.. أكتسب بالشمشرة خبرات وألتقط كلمات وأخزن الجديد مما أسمعه وما أشاهده من أحداث...كنت أقوم بترديد الجمل ذات الإيقاع الموسيقي.. وأنا أجري وألعب داخل غرف البيت وحوله... وجاء الفتح وكان موعده يوم رؤية السمراء.... بدأت معها القيام ببعض المهام... منها رعي الغنم وجمع الخطب والسعف اليابس وقودا لنار الطبخ... وفي الخامسة من عمري... زاد المهام إلى مساعدة الأسرة في طمر بذور اللوبيا في الجرف وحزم لقاح التمر وفسق بتله اللوبيا مع الوالدة كان عملا مملا تحد حريتي من اللعب فتمردت عليه لأكون في البيت وحدي أفعل ما يحلو لي أقلب الأشياء المركونة حول البيت دون رقيب فخافوا عليه من العقارب... فاقتدت إلى المسيد أبكي تاركا خلفي اللهو والانطلاق والحرية وكان الانقلاب والانفلات عن المفترض ومن المأمول في صباح الطفل من اللهو والانطلاق إلى رحابة الحياة وإشاعة الحب إلى التقيد وحفظ منهج السماء والرعب والإرهاب بالجلد والويل لمن لا يحفظ ويل للمطففين ووقعت الطينة لمن لا يجود تلاوة إذا وقعت الواقعة...وفي هذا السن بدأت هواية الاكتشاف والمغامرة لمعرفة الأشياء بنفسي وكثر أسئلتي فتهرب الكبار من بعض أسئلتي بأجوبة لا تقنع ولا تغني... كنت أقذف معظمها لعرض الحائط... وأجري البحث والتجارب وأتحقق من ملاحظاتي بنفسي لحد اليقين.... من تلك التجارب سقط من يدي كوب من الشاي.... ووقف على الأرض دون شرخ أو كسر.... ولم تنكب منه قطرة شاي وكأنه وضع برعاية يد حريصة..اندهشت وتعجبت من هذا الحدث حتى عشش في ذهني تكراره ... وفي صبيحة اليوم الثاني لتكرار ما حدث في أمسي... تركت كأس الشاي من يدي فتهشم الكأس وانسكب ما كان فيه من الشاي ليروح نصيبي رشفة للتراب في ذاك الصباح... وحينما كورت ومددت شفتيه وبوزت فمي مع صرة الجبهة للبكاء سبقتني أمي بالتوبيخ على هذا التصرف.. حينه نسيت البكاء وعقبت عليها بسرعة (أنا افتكرت في تربيزة أمامي عشان كده خليت الكأس في الهواء) ضحك الوالد والوالدة على هذه المفارقة... وبالنفخ على بوز البراد والضغط على تفل الشاي مع تكرار عباس عباس حصلت على كمية فاقت نص الكوب زادت فوقها الوالدة من نصيب إخواني... (عباس ثقافة جاءت بها الوالدة من تبج والمقصود خالها عباس محجوب سر تاجر وشاهبندر الشاي في ذاك الزمان) فعليكم أن تعيدوا المنظر وتتخيلوا الموقف طفل يجلس على برش في التكل أمام موقد النار وبكل أريحية ودون مبالاة لما حدث يبرر موقفه بالتصور أنه يجلس علي صفرة حديثة أمامه طاولة.. ومازال ذكرى ذاك الموقف يلازمني.. كلما رأيت كأس شاي أو ماء واستغراب لعدم تكرار التجربة معي حتى كبرت وعرفت منه معنى الحكمة ( الجرة لا تسلم كل مرة )... ومع هذا كنت لا أقف عن تجريب كل طارئ جديد... لأكتشف غموضه ولمعرفة جديدة... ودائما كانت نتائج تجاربي خرابا بكسر ماعون أو إتلاف شيء أو دلق طبخ فكانوا يعتبرونه شقاوة لكني كنت أرى نفسي مثل أرخميدس تماما أبحث عن ما يدور في ذهني... ومن هنا استدركت أهمية التعليم... وهيأت نفسي للتعليم المسائي حتى اجتزت البكالوريوس... وأنا على رأس عمل وتعلمت أن لا أجتهد في أمر إلا بعد البحث في تجارب السابقين.. التجربة الثانية:ـ كنت في طفولتي أحب السمن والحليب بالسكر وأتذكر مرة عدت من الخلوة ووجدت أمي نزلت للجرف لجلب علف للبهائم وتركت لي بامية مفروكة وقطعة من القراصة فاتخذت قراري على أن أتناول القراصة بسمنة بسكر ونزلت زجاجة السمنة من داخل بخسة كانت قابعة بين قسيبتين فاندلقت منها قطرة على القسيبة أو الشونة (وهي صومعة مصغرة من اللبن يستخدمها النوبيون لتخزين التمر والبغوليات) حاولت أن أزيلها بالحك بسكين فزاد تسرب تلك النقطة ليرسم بقعة زيتية كبيرة على واجهة القسيب فكانت علقة لم أتمكن حيالها الدفاع عن نفسي وأثبت أن ما تدفق كانت قطرة صغيرة كبرتها الحك.. كان هذا الحدث نقطة تحول في حياتي كرهت فيها الحك وكل من يحك في الصغائر وأستحسن في كل واقعة قول من يبادر(ضروري تحكها كده).... التجربة الثالثة:ـ في ليلة من ذات الليالي لاحظت ضوء الفانوس يعكس صورة ظلي على الحائط فأعطيت ظهري للفانوس فرأيت ظلي على الحائط المواجه لي كبيرا جدا ورأسي في سقف الحجرة ويصغر ظلي كلما خطوت نحو الحائط خطوة حتى تطابق الصورة مع جسدي حين التصقت بالحائط... وبدأت أرجع للخلف (ريوس) نحو الفانوس وصورة ظلي تكبر كلما رجعت وحجم رأسي يأخذ حيزا أواسع من السقف وبينما أنا منتشي بهذا الاكتشاف أصغر ظلي إقداما وأكبرها بالزحف للخلف شعرت بلسعة نار على كوعي وصوت سقوط شيء غطت أثرها ظلي كل الغرفة سوادا استدركت أنني رجعت للخلف حتى صدمت الفانوس وأسقطته فانطفأ نوره.. فكانت علقة غل وزعل من الوالدة لأنها لن تجد الكبريت ولا تدري كيف تعمر الفانوس بالكيروسين في ذاك الظلام ....سابن أقج في30/5/2010م | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة السبت 04 يونيو 2011, 12:58 am | |
| طفولتي
دائما الكلام عن الطفولة ممتع وشيق في آن لأنها المنطقة الآمنة في عمرنا... كنزنا المخبئ الذي لا قبل لقوة في الكون على انتزاعه منا... ذلك لأن المستقبل مجهول ومخيف والحاضر حذر ودقيق... يستوجب الحيطة في كل سلوك نؤتيه... وكل كلمة نقولها وكل شخص نضيفه إلى دائرة حياتنا أو نقصيه عنها... فالحاضر خطر لأن المستقبل في الغالب مرهون به... فيما يبقي الماضي وحده مساحة البراح الآمن الذي لا نخشاه لأنه حدث بالفعل وانغلق صفحاته.... ربما الحديث عن الطفولة ممتع لأنها أحجية أي (حدوتة) نستمتع بتأمل كل تفصيلة فيها.. وكيف كان لها أثرها على حاضرنا الراهن وبالتأكيد مستقبلنا لأننا ليس إلا نسخة من أصل طفولتنا.... نتذكر شخوصا قديمة في طفولتنا.. أين هم الآن شاخوا ماتوا.. اختفوا عن عيوننا... ولا ندري عنهم شيئا...نتذكر كذلك ألعابنا ودمانا وأراجيحنا ونقاط لهونا الأولي....نتذكر الأول في كل شيء وكأن عقولنا مستودعة تتبع سياسة الأول في الأول..وهنا الأول طبعا بعد ما تشكل وعينا وإدراكنا... لأن الأشياء الأولى قبل الإدراك نعرفها ولا نتذكرها حيث كانت أول كلمة نسمعها ربما يكون هدهدة أمهاتنا (نونو) أو ربما سنة الآذان في أذننا اليمنى قبل السماية.... وأول كلمة ننطقها ماما أسم أمنا وحياتنا في هذه الوجود ومنه شققنا تسمية الأكل قوتنا بكنية (مم ) والشراب (أم بو) فكلاهما يحتويان الحياة فصارت الأم ماما ومنها الأكل مم والماء أم بو أي أمي وأبي (بابا)... هذه مخيلة وقياس لما سمعنا من أخوننا الصغار وأولادنا أما بعد الاستدراك... أتذكر أول لعبة كانت في تلك الربوة الرملية أمام بيتنا حيث كنا نرقد في قمته ونتدحرج لفا حول أنفسنا إلى الأسفل فكان نقاء حبات الرمل البيضاء لا توسخ أجسادنا ولا يوجد فيه مخاطر لنمنع منه..... أول تصفيقة حصدتها كانت في الخلوة في حضرة وجود مفتش التعليم أحمد سليمان حيث قمنا بتسميعه الحروف الأبجدية عن ظهر قلب وطلب منا أن نذكر لكل حرف كلمة فقلت أ>> أسد فقال لي وثاني فقلت أ>> أمنة فصفق لي وهو يضحك ومشى يده على رأسي وهو يكرر لي شاطر... وأول كلمة توبيخ كانت من الوالد في أول مشوار لي إلى عبري حيث ربطت الحمار في حافة جدول المشروع خلف طاحونة على توفيق يرحمه الله ليأكل من النجيل النابت على كتف الجدول ويشرب منه (أي يقوم بسلف سيرفس) حتى أنتهي من مشوار البريد وشراء أغراض البيت من دكان علي سيد بصير وعندما رجعت وجدت أحدهم أخذ سرج حماري وترك لي سرجه ولم ألاحظ ذلك إلا عندما عدت إلى البيت وجدت أبي يثور فيه ولكن والحمد لله وجدنا السرج المستبدل عند عمنا عبد الرحمن قرناص... أول كوب أكسره كان في صباح يوم شاتي غسلت وجهي من ماء الزير البارد جدا ودخلت المطبخ وجسدي يرتعد من البرد فقامت الوالدة بتنشيف وجهي بطرحته فناولني كوب الشاي ألذي لم أتمكن التحكم عليه من رعشة يدي بالبرد فوقع مني لكنه وقف في الأرض دون أن ينكسر ولا يتدفق منه نقطة شاي فضحكنا... وحمدت الوالدة على سلامة الكوب ولعدم تدفق الشاي... فاندهشت من هذا الموقف العجيب... كيف لا ينكسر الكوب ولا يتدفق منه الشاي بعد أن يسقط من يدي ويقف على الأرض وكأنما يد خفية تناولته ووضعها أمامي بتلك العناية الفائقة... حاولت إعادة ذاك الموقف في اليوم الثاني... وتركت الكوب من يدي عن عمد... فأنكسر الكوب وأندلق الشاي على الأرض وكان سببا لأول نظرة عتب من الوالدة تعلمت منه معنى الحكمة التي تقول (لا تسلم الجرة كل مرة).. أول نخلة صعدت فيها كانت تلك النخلة التي وقعت فوق حائط منزلنا القديم ووقفت منحنية على ميلان 45 درجة من الأرض كنت أصعد على ميله وأجلس في سقف البيت... كنت لا أعرف التسلق إلا في النخيل المائلة ولذلك كان حظي في الرطب مائلا يتحكم فيه ميلان النخلة أو يتوقف على النخيل القصار التي يمكن لحاق سبيطتها من الأرض... أول كتاب قرأته كان مجدولين تحت ظلال الزيزفون ترجمة مصطفى لطفي المنفلوطي قرأته أكثر من مرة حتى استوعبت مشاعر ستيفن بعد وفاة مجدولين لقد قرأت كل كتبه النظرات والعبرات ولم يخلد في ذهني إلا حكاية مجدولين وستيفن.. أول قبلة سرى في جسدي... محدثا أول رعشة فاضت لها أول دمعة لأول لوعة فراق للمكان والأهل.. كانت بعد أن أكملت الابتدائية وسافرت من البلد للالتحاق بمدرسة جبيت الصناعية الوسطى... في ذاك النهار البعيد استيقظت بل غادرت العنقريب مبكرا لأنني لم أنم في حقيقة الأمر بالتفكير في أمور كثيرة أقلقتني في تلك الليلة أتذكره منها من يدلني إلى مدخل القطار ومكاني فيه حيث كنت لا أتخيل القطار بشكله بالأرقام والقمرات والحجوزات وبذاك الطول الذي يسع الجميع ويرحب الفائض في الممرات وعلى السطح... ومن جهة أخرى كان يقلقني كيفية التعرف على مكاني الذي أقصده... واستيقظت الوالدة أيضا قبلي وأظنها هي الأخرى لم تنم لفراق أبنها وتعريضه لمخاطر السفر... فكان السفر عزيزا لا يخاطر لها النوبي إلا في حالة الشديد القوي وذلك بعد البلوغ... فما بالهم وأنا مازلت غريرا لم أبلغ سن الرشد فكان قبولهم لقرار سفري عن مضض لأهمية تعليمي... فوجدنا مع إشراق الشمس بنات عماتي وكل الجيران والنساء الكبار في الحي على دكة بيتنا جالسات لوداعي والذهاب لأداء أعمالهم اليومية ينتظرن وصول لوري الذي سيقلني ...ولم يغب في ذاك النهار فرد إلا العجزة اللاتي قمت بوداعهن قبل يوم من السفر... وكان من ضمن المودعات... إحدى حسناوات القرية كنت أعزها وأكن لها في قلبي شيئا لم أفهمه في تلك السن... دخلت عليه في البرندة خلسة وطبعت على خدي البور الخصيب أول قبلة بكر سرت كماس كهربائي من أخمص قدمي إلى أعلى سبيبة شعر في رأسي ارتعدت وأرعشتني مع كلمة (يا حليلك) أول كلمة ود حقيقي سمعتها أثار مكامن دمع الفراق لتسري الرعشة الغريزية الحلوة برعبها في وجداني.. كأحلى قبلة لم أذق مثل حلاوتها ولم يتكرر في جسدي ماسة تلك الرعشة المبتغاة..طوال حياتي العزوبية ولا بعد الزواج ولا في المنام... كانت قبلة سكرا على الخد انفجرت وتفتت إلى ذرات احترقت كل ذرة في مسام جسدي وتوغلت إلى الوجدان كأحلى قبلة جمعت سطو الشهوة وقشعريرة الحب التي أندى الجبين عرقا وأرجفت الركب وألهبت المشاعر بتلك الرعشة المبتغاة..... سابن أقج في 2/8/2010م | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الإثنين 06 يونيو 2011, 3:08 am | |
| هكذا حاولت تغطية ذكريات سنوات عمري السبعة وعدة أشهر وما أتذكره بالكاد ينحصر بعد الخامسة إلي السابعة أي مرحلة المسيد وسوف أعود كلما تذكرت شيا وحتى ذالك أدعوكم للمصاحبة في المرة القادمة إلى مرحلة عبري الابتدائية والداخلية... [center] | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الإثنين 06 يونيو 2011, 3:21 am | |
| مذكرات الذهاب للتسجيل بمدرسة عبري الإبتدائية:ـ ما زالت محفورة بذاكرتي منذ ذاك الزمن البعيد تلك الليلة التي ردفني والدي عليه الرحمة على حماره ثم حملني في حجره حين أحس بأنني ما زلت نائما. وتحركنا من قريتنا قنس بعد منتصف الليل ووصلنا منزل جدي والد أمي في قرية تبج التي تبعد من قريتنا حوالي 18 كلم مع أذان الصبح. وبعد قسط من الراحة نزعني الوالد من الفراش وذهبنا إلي عبري للتسجيل بالمدرسة وذلك قبل ساعات من انعقاد لجنة القبول كان يمكننا الوصول خلالها من قنس...حيث بدأت اللجنة بعد تصريف التلاميذ القدامى...بدوري انصرفت إلى تبج برفقة خلاني وأصحابي بالمدرسة من أبناء تبج افتقدني الوالد وعرف من أولاد قنس بذهابي مع أولاد تبج فلحقني في الطريق وأعاد بي بعد عقابي علي هذا التصرف الذي كاد أن يفقدني فرصة القبول التي كانت محدده لكل شياخة حسب الكثافة السكانية. وكان نصيب شياختنا تلميذان فقط وكنا أربعة أولاد في تلك السنة ولما كان نصيب شياخة غرب قنس تلميذان ولم يأتي منها أحد تم قبولنا جميعا في خانتي قنس وغربه. وانتسبنا بمدرسة عبري الابتدائية القسم الداخلي ليبدأ مسلسل الرعب والجوع ومسئولية غسيل ملابسنا وتنظيف أجسادنا والعنابر وواجهاتها. ومن الأشياء التي كانت تضايقنا حرماننا من حرية اللعب ببراءة الطفولة بفترة الراحة التي كانت مفروضة علينا للنوم الإجباري بعد الغداء حتى الرابعة مساء وإن نطقت بكلمة أو وشوشت مع جارك فأنت من المهرجلين وتتعرض للجلد يرفعونك أربعة كبار من أطرافك.... فهذا الرعب بعنف التعليم زرع فينا كراهية لعبري الحبيبة من جور الداخلية التي حرمتنا لهو الطفولة ودلال الوالدة وطمأنينة النوم... وعليه حورنا نشيد الراهب والنمر الذي كان مقررا بكتاب المطالعة لداخلية عبري وكنا ننشد (آه صارت الداخلية سجني وعبري أصبح قبري ومضى عمري آه من ظلم الحياة)... وذلك رغم عشقنا لعبري خارج الداخلية والذي كنا نسعى أليه في الإجازات لدى الجيران لطحن دقيقهم في الطاحونة مقابل فريني نتناول به وجبة فول أو كمونية في مطاعم سوق عبري.. وكنا نتحايل على (علي توفيق) صاحب الطاحونة ونطحن جزء من القمح مجانا بدون وزنه لنشتري بثمنه باسطة من الحلواني ونشرب الشاي حول لاعبي الديمنو... أما الداخلية كرهتنا عبري حيث كنا ننتظر يوم الخميس بفارق الصبر ونغنى له يوم الأربعاء.. (نصبح باكر الخميس.. نمشي لي يمه.. نتناول الشربة). ورغم كفاية وجبات الداخلية إلا أنها كانت غير مستساغة والصفرة كانت تتكون من ستة أفراد على كل واحد منهم يوم للقيام بإحضار الصفرة أما إرجاعها كان على من يقوم آخر واحد وعليه كنا دائما حذرين من ذلك ما لم تكن في الصحن أكثر من لقمة. وكان من مهام من يقوم بإحضار الصفرة تقسيم لحمة الطبخ إلي ستة أكوام ويختار أحدنا أن يتجه للخلف ليحدد نصيب كل واحد ولا أدري من أبتكر هذه الفكرة الجهنمية في العدالة.... وكنا نكني الملاح بأسماء فالرجلة كنا نسميها القش والبامية صواريخ والباذنجان براطيش والكسرة ظريفي نسبة لظريفة وهي أول من قامت بعواسة الكسرة بمدرسة عبري الابتدائية. أما الفاصوليا (capital F ) فكان يومها عيدنا بخلاف الوجبات الأخرى التي كنا نأخذ فيها نصف نصيبنا من الظريفي أي الكسرة نفركها بأيدينا حتى تطحن إلي دقيق بلون رمادي بما تفرزه أيدينا من سواد مثل التي تفرزها الدلكة من الأرجل، ثم نقوم بلفها بطرف الجلابية وندورها في حجم كرة الشراب ونحفظها في كراب العنقريب لنفتها في شاي الصباح الذي كنا نأكله ولم نشربه معظم فترة الداخلية. وأنا في هذه الأجواء مضي أسبوع واحد بالداخلية جاءت الوالدة الله يعطيها الصحة لزيارتي بالمنين والأبريه الأبيض وبالبلح لتتفقد أحوالي ولتوصي أهلها وأقربائها بعبري وتبج ومن ضمن الذين وصاهم عليه طباخ المدرسة عمنا المرحوم إبراهيم طه الذي ناداني وعرفني بصلة قرابته بوالدتي والطريف في هذا الموقف بأنني بعد رجوع الوالدة بأيام وبعد أن دبرت كيفية استقلال هذه القرابة في رأسي ذهبت لعمنا إبراهيم وقلت له (أنت مش قريبنا). فبدأ يحكي لي من جديد صلة القرابة فقاطعته وقلت له طيب لو قريبنا جد جيب ليه بكرة شويت بلح فضحك الرجل عليه الرحمة وأحضر لي كيس معتبر من البلح تباهيت به لامتلاء شنطة الحديد المصرية ذات القفلين بالمواد التموينية وحوالي أسبوعين توقفت من طحن الكسرة وكنت أكل المنين والبلح وقت الراحة تحت البطانية خوفا من الأولاد الذين لا يرحون الواحد بالشحاذة ولا يكتفون إذا أعطيتهم بلحا واحدا ويصرون على الأخرى بسؤالهم المدعم ( وهل ثدي أمك واحدة ) وكان ذلك بالنوبية أوقع.... ومن الشخصيات التي لا أنساها بعبري الابتدائية الحاجة مدينة والتي كانت تبيع ساندويتشات الطعمية والمش بقرش صاغ وعندما نفلس كنا نجلس حولها ونغنى لها (أن أشكر لي ولماما مدينة دائما تلقط وتعطيني فتافيت الطعمية)... وهذه الأغنية اقتبستاها من الآية 14 من سورة لقمان التي كانت مقررة علينا. وبحكم المعرفة ولأن الوالدة من عبري كانت مدينة عليها الرحمة تترك معي باقي الطعمية بعد المغرب... لأقوم بالبيع لها مقابل 6 حبات... واليوم أقول كانت لنا أيام وأحن أليك يا عبري حنينا ماج في صدري ولكل أهلي وعشيرتي أقول الشوق الشوق يا يمه زاد حنيني إلى كل بقعة من أرض النوبة أهدي أشواقي ..... جدة 15/3/2006م [center] | |
|
| |
Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الإثنين 06 يونيو 2011, 6:39 pm | |
| - مبارك خليل ساب كتب:
أخوي إسماعيل..... سلام كما ذكرت سكان العريجاء الأصليون محس هذا توثيق مهم يحتاج المزيد من إلقاء الضوء عليه...وأضيف أن من كانوا يسكنون كل هذه المناطق امتدادا لمن يتمسكون بمحسيتهم أو نوبيتهم في الجزيرة وفي توتي وبري والعيلفون وما بينهما من القرى كانت نوبية لسانا وسحنة ودما قبل دخول العرب... والدليل على ذلك قولك تحرير جدنا رحمة القصر في القرن التاسع عشرة من دكين أبوشمة التابع لسلطان الفونج وطرده فهذا يعني أن المحس النوبيون كانوا أصحاب تلك البقعة.....وكانوا يقطنون هذه المناطق من قبل هذه التاريخ وإلا لما قام الجد رحمة القصر بتحريرها فهي كانت منطقة أهله وجدوده... وبمناسبة عواصم علوة (سوبا... وقري)..وبما فيهما من جوانب غامضة ومخفية أتعرج لأستحضر ما كنت أسمعه من جدتي في صغري... كانت تنعت دائما أي شخص فقري أو يتشاءم منه بقري وأي خراب يحدث مثلا إذا انكسر كوب أو بخسة أو وقعت ركوبة أو حدث أي خراب فجائي كانت تصف الواقعة بخراب سوبا وتنعت من يقوم بهذا العمل الخرب بعجوبة بالذات جنس الرجال البيزرع الفتن وسط الحريم...وحينما كنت صغيرا كنت أحب الشمشرة وسط جلسة النساء في ضل الضحى لشرب القهوة أسمع شمارات قطيعتهن فكانت تطردني وهي تردد أخرج بره يا عجوبة!! فهل نجد عندك يا أخي إسماعيل وبقية البورداب معلومة عن علاقة قري بالفقر.... وصلة عجوبة بخراب سوبا....ففي التاريخ لم أجد إلا عنوانا عجوبة التي خربت سوبا فكيف ومتى حقيقة لا أدري... وقبله عايزين نوثق تاريخ الجد رحمة القصر.... (والبلايم القوانص على الفقر) وطلبت هذه الجزئية من الأخت أمنه فأرجو أن نتكاتف لنوضح لمن كان يتبع رحمة القصر وهل كان حاكما أم جندا من جنود مملكة النوبة التي كانت في الشمال في ذاك الزمان.... وحتى لقاء آخر أفوتكم بعافية...
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الغالي/ مبارك ساب بصراحة كلامك در منثور، ونثرك أقرب إلى الشعر، فهو يلامس شغاف القلب وينسرب كالماء القراح بين الحنايا والجوانح.... أولاً نريد منك أن تخبرنا بأسماء بعض من تعرفت عليهم بديار الغربة من أبناء العريجاء والشقلة والعزازي... أما الجوانب التاريخية فهي شائكة ومعقدة، ولكن الذي أعرفه أن المحس المنتشرون في مناطق العيلفون وتوتي وبري والجديد والباقير وبتري ومناطق واسعة من شمال الجزيرة وشرق النيل (المحس كترانج والقرى المجاورة لها)، وكذلك مناطق واوسي والجزيرة سلانج الواقعة شمال الخرطوم بحري. كل هؤلاء ينحدرون من صلب الشيخ إدريس ود الأرباب، رجل العيلفون الشهير بلقب (أبو فركة) ... وهؤلاء جميعاً لا يعرفون شيئاً عن رطانة المحس (النوبة) الذين يعيشون في شمال السودان في مناطق دلقو وكرمة وما حولهما... فهل الأصل واحد أم أنه مجرد تشابه أسماء، فالله أعلم... ولكن العجيب أن هناك قرية بشمال الجزيرة معظم سكانها من المحس وهي تحمل اسم (النوبة) وهي مجاورة لقرى ألتي والمسيد وأم مغد وهذه كلها من قرى المحس... قصة (عجوبة الخربت سوبا) معروفة في التاريخ السوداني المتلقى سماعاً من الأجداد والحبوبات، وهناك مسرحية لخالد أبو الروس تحمل اسم (خراب سوبا)، وسوبا هي العاصمة الأولى لدولة العنج المسيحية في وس\ السودان، والتي كانت تسمى بدولة (علوة) وقد تزامنت معها دولة مسيحية أخرى كانت في شمال السودان، عاصمتها (دنقلا العجوز)، وكانت تسمى دولة (المقرة).. جدنا رحمة القصر أصلاً من العيلفون وهو حفيد الشيخ إدريس أبو فركة، ونسبه كالآتي: رحمة ود فضل الله ود خرَّاش ود صباحي ود حمد ود الشيخ إدريس أبو فركة... وقد جاء إلى منطقة العزازي استجابة لدعوة من سكانها الأصليين (قبيلة رفاعة) الذين استنجدوا به (وكان بينهم مصاهرة) ليخلصهم من نير استبداد (دكين أبو شمة)... الموضوع طويل، وهو منشور بهذا المنبر في منتدى العريجا (الماضي والحاضر والمستقبل) في سلسلة حلقات بعنوان (من تاريخ حلتنا)... | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الخميس 09 يونيو 2011, 2:55 am | |
| [center]أسماعين أخوي... سلام.. التجله وأرفع قبعتي وإنحني لك تقديرا على مرورك الأنيق من هنا.. وأضافتك التي أثرت ونستنا تحت عمتنا النخلة.. بس أريد أن أكد لك أن كل المحس في السودان نوبيون.. وكذلك أخواننا النوبة سكان جبال النوبة أيضا نوبيون... وكلهم كانوا يتحدثون اللغة النوبية وهي لغة وليست رطان كما يعتقد الكثيرون... لأنها كانت لغة أهل السودان أي لغة الدولة النوبية قبل الأسلام ولها حروف يكتب ويدرس الآن في أميركا وهولندا... وهنالك محاولات متواضعة في السودان... وفي التاريخ كتب بحروفها إتفاقية السلم بين الجيش الأسلامي والحكومة النوبية بأتفاقية تعرف بأتفاقية البقط... وكما قلت من قبل لقد ذكر الرائد زين العابدين محمد عبد القادر أن جد دوألده كان يتحدث النوبية بطلاقة.... ونجد في الدارجي السوداني كثير من المفردات النوبية ذكرها البروف عون الشريف قاسم وعبد الله الطيب.. [/center ]ناس عرفتهم من العريجا أعرف يا أسماعين أخوي أنا من أقصى شمال السودان.. وأتربيت في الخرطوم في الشجرة وبنيت بيت في الكلاكله المنورة وهاجرت إلى السعودية.. وعرفت العريجا في زمن متأخر جدا بعد هجرتي ولذا آمنت أن للسفر فوائد كثيرة... لم أسمع عن العريجا رغم سماعي عن العزازي وطابت والمناقل كثيرا... وكنت أعتقد أحفاد أبو فركة في العيلفون وفي الخرطوم فقط... وفي خلال الأعوام الثلاث الفائية جابني ظروف العمل والأكل عيش لمدينة المهد في السعودية... وكنت لا أعرف ولم أسمع عن المهد طيلة أقامتي في المملكة التي جاوزت 14 سنه إلا حينما نأداني الرازق فيها برزقي المكتوب وأول من عرفت فيه كان المحسي بدر الدين المبارك وبعده سر التجار عثمان أبراهيم الذي رحب بي وضيفني وسكنني مع أخوة كرام من العريجا المو عرجا وشقلة والعزازي وعرفت فيهم أخوة وبعض ممن لم أقابلهم من قبل كشخصك الكريم ورياض والمنه ومحمد حسن حدباي ومحمد المبارك...وقصص وحواديت في كمبو الغرابة والفلاتة والجزارة وناس فاتو وناس جاين... ولى عوده وموضوع خاص بالأخوة الكرام وحواديت السكن..[center] | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الخميس 09 يونيو 2011, 3:19 am | |
| هذا المقال كان يجب أن ينزل قبل مذكرة تسجيلي بالمدرسة ......................................................... *الطيبون وتجليات الأمكنة الحميمة 2/2
بمجرد أن ننتهي من شرب الشاي ونضع الكباية وقبل أن تبرد تلك الشفطات في جوفنا كانت الوالدة أمد الله في عمرها تقوم بملأ جيوبنا بحبات من البلح... ويلف رأسنا بقطعة من عمامة وألدنا القديمة التي قسمتها إلى ثلاثة أجزاء لي ولإخواني.. وننطلق إلى مسيد الشيخ خليفة عبد الوهاب في الحارة التي تجاور ساب... وكان الطريق يبدو لنا طويلاً في تلك السن رغم أن المسافة حوالي نص كيلو متر... بدايته خور ساب.... وبجواره مبنى أثري عالي نسميه (الكرفة) أو أحيانا (دفي)... لا يعرف أحد تاريخا ولا صاحباً لها.... ويعتقدون أنه مسكون بالجان ويحكون عنها أساطير بأنهم رأوا إنسانا بحوافر حمار وغيرها وكنا نرتعد خوفاً إذا ما عبرنا بجانبه ليلاً... أما المسيد والشيخ خليفة عبد الوهاب أنزل الله عليه شبايب رحمته... على حفظه القرآن وتعليمه لنا..كان رجلا ورعا بشوشا أزال الله عنه ببركة كتابه مظاهر الغلظة والجفوة إلا لمن لا يحفظ السور المفروضة للحفظ والتي بدأناه من آخر المصحف...... وبعد:ـ أي شيء تبقي يا صديقي من ذلك كله... أي حب تلاشى ثم تصاعد بذراته إلى عالم الغيب ليبقى خالداُ حيث المطلق واللانهائي من عوالم الملكوت والأزل... كنت كل صباح أقف عند باب المسيد وأسترجع هدهدة جدتي يرحمها الله (مباركل كيا ألجوادنقا سارفيك فيرنقا) وترجمتها إنشاء الله يكبر مبارك ويكون جودا وحلالاً للشبك.... وأنا أنظر إلى أترابي يلهون ويلعبون وأحياناً يتشاجرون مع بعضهم دون سبب.. كنت مسالما وعلى صداقة مميزة مع الجميع أذهب مع حيران جنوب المسيد لعمة لي كانت تقطن هناك... فلا أتأثر من نكاية أولاد جنوب المسيد لأولاد الشمال في نهاية اليوم الدراسي بترديد (أركي أريق كبا... كلكي كلاق كبا) والترجمة (أولاد الجنوب يأكلون (الأريق) ملاح ورق البسلة وناس الشمال يأكلون (الكلى) رث البهائم)...وحيران الوجه البحري يردون عليهم (كلكي كلننا أوركي أرنانا) أي أولاد الشمال يتعلمون بينما أولاد الجنوب في خالة مخاض... ثم يتشابكون مع بعضهم في شجار بدون سبب..إلا أنهم كانوا لا يتعرضون عليه بسوء ويحاولون ضمي إلى صفوفهم... وكنت دائما منصرف عن الحيران بروحي التي تحلق بعيدا بحثا عن كلمة السر في هذا الوجود وأحس برعشة تسري في جسدي عند الدخول في المسيد أتمنى لو أن تلك الحواجز التي تفصل غرفة المسيد قد تلاشت ليصبح فضاء واسعاً بحجم طموحاتي وما كنت أشعر من فوبيا الانغلاق التي كنت أخاف منها إدخال يدي ليلا في الفتحة الدائرية لأبواب السنط النوبية لفتحها من تخيلي بأن شيئا ما سيقبض يدي من الداخل... وحينما يطفئ الفانوس قبل أن أنام كنت أخاف من أبطال أساطير الحكاوي النوبية جنيات الغابة والغول يتلصصون من الخارج لهذا كنت أعشق الصيف والرقاد في الفضاء... أو في ساحة المنزل أغازل القمر والنجوم... وأتحرر من غطاء الشتاء الصوفي... وكان حصص المسيد ينقسم إلي تسميع آخر سورة ثم تلاوة بقية السور بالتنكيس المسموح للحفظ من قل أعوذ برب الناس وتصاعداً ثم نشرع في كتابة السورة الجديدة للحفظ في اللوح ( بالدواية ) وهي حبر كنا نقوم بتركيبه من سكن الصاج مع قارورة ماء ونخلطها مع كمية صمغ وشعر ماعز أسود ونبري بوص قصب في هيئة ريشة ثم تطور الأوضاع واستعملنا لوح الإردواز مع الإردواز ثم الطباشير... كنا نرجع إلى منازلنا بألواحنا... لحفظ السور الجديدة حيث كان لا توجد مصاحف ولا دفاتر... وكان حصص المسيد غير محددة الزمن كنا نسمع الشيخ يعلن فجأة بانتهاء اليوم الدراسي بصوته الجهوري المعروف بالشدة والحزم مع صفقة قوية... ويراقب كل الحيران وهم يسرعون الخطى بصياحهم وأصواتهم تتعالى بالنداء لبعضهم وبما كانوا يكتمونه في معية حضرة الشيخ من الأغاني ومن النعت لبعضهم والشيخ يتحاشى زحام الأطفال واندفاعهم على جسده.... فيقف بعيداً يبتسم من تصرفاتنا البريئة وأحياناً يتجهم من شيطنتنا الضارة بأنفسنا وعرفت في ذاك السن البض من تقاطيع وجه الشيخ تميز انعكاس تصرفاتنا على أوجه غيرنا واكتسبت خبرة قراءة لغة العيون وتعبيرات الأوجه وعرفت التجهم وعواقب تعبير الغضب التي تحمل في بعض الأحيان دلالات العقاب المتوقع غداً برفع أقدامنا المتشقق بالبرد وعقابنا بالجلد بجريد النخل....
سابن أقج 15/12/2009م | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة السبت 11 يونيو 2011, 12:52 am | |
| الخطوة الأولى فرح الطفولة صبح التهجي الخطوة الأولى فرح الطفولة... صبح التهجي طابور الصباح.... صفا انتباه يمين دور إلى الفصل الأول بمدرسة عبري الابتدائية. ومقعدي في الكنبة الأولى وبجواري على اليمين واليسار وبخلفي وعلى الكنب الموازي 45 من رفاق الطفولة بعضهم مازال التواصل بيننا ممتد للآن في بلاد اغتراب والبعض أنتقل إلى جواره وآخرون آثروا البقاء في البلد وتعمير مشاريع زراعية ما زال صورهم في ذهني منحوت لكل منهم ذكرياته كأنها حدثت البارحة... وأمامنا أستاذ اللغة العربية محمد هاشم من جزيرة صاي وخلفه السبورة السوداء فوق حمالته المعلق عليها البشاورة وعدد من الطباشير الأبيض والملون مرصوص على حافة السبورة وعلى الجدران صورة أسد وبجواره بقرة حمراء ثم تمساح وثور وجمل وحمل وديع. والانطلاقة بدأ من حرف الألف وتلقين نطقه في حالاته الأربعة بالفتحة والكسرة والضمة والهمزة ثم تكرار رسم صورة الحرف حتى اعتدنا كتابته. وبعد الألف الباء والتنقل من الباء يحب التاء والتاء يحب الثاء والثاء يحب الجيم والجيم يحب الحاء عنده توقفنا للمراجعة والاختبار فقد تعلمنا ستة أحرف. ولاحظنا اختلاف المدرسة عن المسيد... في المسيد كان المأمول فك الألغاز وقراءة الآيات القرآنية. فهنا بدأت مع رسم الأحرف والقيام بنقلها من مكانها كرقعة الشطرنج أو كحصى السيجة عندنا بالتقديم والتأخير فيما بينهم وكانت المحاولة الأولي مع حرف الألف (أ ) مع ب وسحبت الحرف السادس الحاء إلى وسطهم وكتبت أحب. وانطلقت به إلى رحاب الحياة لإشعاع الحب ولتحطيم وتجاوز ضيق ومحدودية المنهج المدرسي وقيوده الذي يتسق مع سلطة المدرسة ويكبح وهج التفتيح ونشوة البراءة. فالصبح المدرسي معلومة جديدة والعلاقة بين الطباشير والسبورة عرس المعلومة واستيعاب مفردات للغة جديدة بالنسبة لنا نحن النوبيون وعرض كرنفال حروف جديدة التقطت منه الكاف وكتبت للسمراء أحبك!!! لكن الحب في النظام المدرسي ونهجه التعليمي كان من المحظورات الممنوعة.... فطويت الدفتر على الكلمة وكتمت المشاعر وداريت على الجراح والألم... وغادرت النوبة بما لم بي من ظمأ الصيام عن الغرام... في صمت الصغير والبئر حولي محروس بأعراف المدينة لا السماء. لم أعلن الحب المخبأ في الفؤاد للملأ ولم أبوح لتوأم الروح لأنها كانت بعيدة كالحقيقة لا ترى ولا تدري فرجوتها أن تأتي غدا وتستأذن لي الخروج من الداخلية لنعلن الحب على المدى معاً ونكتبه على الجدران ولوحات الإعلان في الشوارع ثم نصنع من أخشابه زورق ومجدافين بيدي إحداهما والآخر في يدها ثم نبحر إلي جزيرة حبنا العذراء. فالجميع بما فيهم من يعارضون حبنا حين يروننا قد وصلنا إلى غايتنا وفتحنا مدينة الحب سيكفرون عن غيهم ويباركون إقدامنا وسيبحرون وراءنا وهم ينادوننا أنظروا إنا اقتبسنا من نور فكرتكم وأبحرنا خلفكم وإنا لنادمون على التأخير فدعونا في حمى حبكم وحينه سنفتح لهم أحضاننا ونؤويهم في جنة حبنا. سابن أقج 11/2/2009م | |
|
| |
زائر زائر
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الأحد 12 يونيو 2011, 1:05 pm | |
| كلمات منظمه ومتقنه أروع ما فيها معني القصه التي ذكرتني أيام سنه أولي التي دخلتها مستمعه )لزوم إني بت أستاذه وكده( أيام إنقضت سريعا وجات أيام الكد والجد والسعي في طلب الرزق |
|
| |
Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الأحد 12 يونيو 2011, 3:07 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحبيب الأريب الأديب مبارك خليل ساب،،، بصراحة هذه المذكرات تستحق أن تكتب بماء الذهب، وهي كما قالت الأخت آمنة قد أعادتنا جميعاً إلى أيام طفوتنا الحبيبة، فالحال متشابه تماماً بين أنماط الحياة في وسط السودان وشماله وشرقه وغربه،،، وهي قد ذكرتني بمذكرات الأستاذ جعفر عباس (السوداني المحسي النوبي، ابن جزيرة بدين ) والتي كنت أقرأها بشغف وأتابعها بشكل يومي في صحيفة الرأي العام السودانية،،، حيث كان يحكي ذكريات طفولته في بدين ومنطقة كرمة الأثرية، وكذلك أيام دراسته في بدين والبرقيق ووادي سيدنا وجامعة الخرطوم... وأحب أن أطمئنك على أننا جميعاً متابعون – وبشغف ولهفة – لهذه السلسلة من حلقات الذكريات التي تكتبها، بدءاً من المولد مروراً بسني الطفولة الباكرة ثم الخلوة فالمدرسة ... الخ، وربما يعقِّب بعضنا عليك، بينما يكتفي البعض الآخر بالاطلاع والقراءة دون تعقيب !! في الحقيقة روعة تصويرك لمولدك، وما تمكنت من حشده من الصور والأخيلة البديعة، مع استشعار بهاء الزمان والمكان، في تلك المنثورة الرائعة؛ ليقف أمثال جعفر عباس أمامه مشدوهين حائرين!! والعجيب أن أهلنا في السودان يستبشرون لمن يولد ليلة العيد أو صبيحة يوم العبيد، ويرون ذلك فأل خير، ولكنهم يتشآمون لمن يموت في صبيحة يوم عيد الفطر، ويرون ذلك فأل شرٍّ لهذا المتوفي... فهم يقولون عنه أنه ( سوف تفطر به كلاب الآخرة) !! على الرغم من أن الصحيح الموافق للشرع هو أن الوفاة في الأوقات المباركة (مثل الجمعة ورمضان، والعيدين) تعتبر من علامات حسن الخاتمة ... عثمان محمد إبراهيم وبدر الدين المبارك وحدباي الأمين هم أعمدة أبناء العريجاء المقيمين في مهد الذهب بالمملكة السعودية... وهم دائماً يشرِّفون العريجاء بطيبة معشرهم، وكرم خصالهم، وروح الخير المتأصلة في نفوسهم .... فيما يتعلق بقولك أن المحس الموجودين بوسط السودان تعود أصولهم إلى النوبة الذي يقيمون في الشمال، أرى أن هذا الموضوع يحتاج إلى بحث تاريخي مطول، ولكن هناك قرائن تدعم مذهبك هذا وتقويه، من ذلك أن أسماء كثير من قرى المحس بوسط السودان ربما تكون مأخوذة من اللغة النوبية، مثل (المحس كُتْرانْج) وهي قرية تقع شرق الكاملين، وقرية (الجزيرة سلانْج) وقرية (وواسِّي) وهما قريتان تقعان شمال الخرطوم بحري، وهناك أيضاً (ألتي) و(بتري)، و(توتي)... هذا بالإضافة إلى وجود قرية كبيرة بشرق الجزيرة تقع على الضفة الغربية للنيل الأزرق قريباً من المسيد تحمل اسم (النوبة)!!! ستكون لنا عودة – بإذن الله تعالى – لهذه المذكرات الرائعة... سابن أقج 12/6/2011 | |
|
| |
Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الأحد 12 يونيو 2011, 6:37 pm | |
| عبارة (سابن أقج) المتبوعة بتاريخ كتابة المقال، ظلت تستهويني كلما وقع بصري عليها، وذلك لأن إيقاعها فيه شاعرية وطلاوة لفظية ترن في الأسماع، فما زالت تستهويني حتى كتبتها في خاتمة تعقيبي... ولعل معناها (كُتِبَ في ساب) وهذا ذكرني بعبارة أخرى (من رطانة الهدندوة) كانت قد استهوتني قبل أن أعرف معناها... وذلك حين كنت عائداً مع أسرتي من رحلة بالبر إلى السودان... فحين وصلنا سواكن لاحظت هذه العبارة (أقورها شوفا) مكتوبة على الباب الخلفي لبوكسي هايلوكس، فسألت عنها، فقالوا لي إنها تعني: (ما في عوجة) أو (no problem)... فحفظت تلك العبارة وكنت استخدمها أحياناً في كلامي، وكان ذلك يعجب إخواننا (الأدروبات) ويسرهم غاية السرور..... بمناسبة كلمة (ساب) التي تشكل جزءاً من اسمك، وهي في حقيقة الأمر تمثل اسم مسقط رأسك وبلدتك التي تنتمي إليها. والتي قلت أن معناها (نهاية البلد أو آخره) أهل زوجتي يقيمون في (جزيرة جرا) المقابلة لمدينة الدبة بشمال السودان، وهم يطلقون على بداية الجزيرة (حيث يفترق النيل إلى شطرين) اسم (الكونج)، بينما يطلقون على نهاية الجزيرة (حيث يقترن شطرا النيل من جديد) اسم (الساب) !!! | |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الجمعة 17 يونيو 2011, 3:42 am | |
| الغالية ست الكل أمنة.... بت الناظرة والمحسي مؤسس مصنع كريمة المحسي الأسياذ عبد القادر.. سلام لك التقدير على مرورك من هنا وقلمك الأنيق.. بس ما تجريه لأيام الكد والنكد والجري وراء الرزق ... وأنا للحين ما أريد أن أنتقل من تلك الأيام الحلوة.. ودائما بذكر شاعرنا الكبير عمر الدوش إن لم تخني الذاكره... في قوله بتحسر على الماضي على زماني الفات وما بيرجعن.. عيش ومتع حياتك بذكريات الطفولة... والله يديك العافية..
| |
|
| |
مبارك خليل ساب
عدد المساهمات : 90 تاريخ التسجيل : 14/05/2011
| موضوع: رد: عزومة ونسة تحت نخلة وريفة الجمعة 17 يونيو 2011, 4:01 am | |
| أسماعيل أخوي..سلام لك الشكر والتقدير على متابعتك.. وقلمك الأنيق وأضافتك الرائعة للبوست.. وبعدين نجي لإستفساراتك إسينادا .. لمسقط رأس مدامك المصونة جر.. مفردة كج وساب نوبية ومعناهما على التوالى الوجه والقفى أو النهاية.. فهناك كل الجزر في بلاد الشايقية تتبعها مفردة أرتي مثل حسين أرتي ومعناه الجزيرة... وأرخ الدكتور أبو سليم أن أدوات الساقية كلها مفردات نوبية حتي إلى الصومال .. وهذا دليلنا أن كل المناطق السودانية كانت في التاريخ نوبية وبلمحة بسيط يجب أن نجد الإجابة في سؤال المنطق من كان يقطن تلك الأماكن قبل دخول العرب... ما علينا نخرج من هذه المتاهة لسؤالك التاني مفردة أقج الذي أستهواك وهي في الحقيقة مفردة تكاد أن تنقرض ولا يمارسها إلا كبار السن حينما يخدمهم طفل وذلك من باب مدحه وشكره ومعناه لا يوجد في العربية وهي درجة أكبر من ممتاز أي معناه الفريد أو أكسلنت الإنجليزية أو فالح.. أما مدحك لي لولا أن المفردة هي جسر التواصل لكنت رميته في سلة النسيان وتجاهلت عنه خوفا من أن يركبني الغرور يمدخك الغالي.. ولكن أعمل أيه يجب أن أشكرك وقد أخجلت تواضعي أيها الصديق العزيز..
عدل سابقا من قبل مبارك خليل ساب في الجمعة 17 يونيو 2011, 4:12 am عدل 1 مرات | |
|
| |
| عزومة ونسة تحت نخلة وريفة | |
|