عزومة ونسة تحت نخلة وريفة

مبارك اخوى سلام عليك

لم يبراء الجرح ولم تجف الدموع با انفصال الجنوب ولم تقف الحرب
وتاتى المصائب تباعه الان السودان بين مطبات وصراعات
الا ما لا نهايه توجد عدت مشاكل فى السودان غير الانفصال
ومشاكل شايكة ومشربكة ولا توجد لها حلول

ابيى هى ام المشاكل واكبرها سوف تكون حرب طويلة الامد
بين الجنوب والشمال فى منطقة ابيى وهى كشمير الثانية
جنوب كردفان وهى شوكة الحوت التى لم تتبلع
والاكبر والاخطر دارفور الحبيبه
توجد عدت حركات فى دارفور وتختلف مقاصد واهداف ومتطلباك كل حركه عن الاخرى
ولذلك يصعب التفاوض والجلوس مع كل الحركات كل ما اتصالحو مع حركة تاتى اخرى
معارضة وماهو الحل وكيف المخرج
اسئلة كثيرة تتدور فى زهن الشعب السودانى هل سوف تنفصل دارفور هى الاخرى
هل ابيى شماليه ام جنوبيه هل الحرب فى جنوب كردفان عرقيه ام دينيه وهل الوطن يسع الجميع
ومن المعروف السياسة هى فن الممكن ونتمنى من الساسة السودانين ايضعو السودان فى حدقات العيون
وان يعملو بوطنيه واخلاص وان يكون اكبر همهم هو الدين والشعب والرض

تخيل كيف يكون الحال لو ما كنت سودانى واهل الحارة ما اهلى

[

مبارك اخوى كيف حالك انشاءالله تكون مبسوط ومروك

رمضان كريم تصوم وتفطر على خير وانشاء الله

رمضان اكون عليك شهر خير وبركه ولجميع المسلمين



تخريمة

قلنا نجى نبارك ليك رمضان تحت ضل نخلتك دى

ونتونس معاك وبالمرة نشيل لينا بلح عشان كدا

يا مبارك اخوى هذ النخلة دى خليها التوقع تمرا دا

ونحن جايين بى شوالاتنا شد حيلك وانا عارفك ما بتقصر تب

(أون ) رمضان كريم
هلا شهر الصوم... وإنشاء الله كلكم تصوموا وتفطروا على خير...
وبعد
كل القضايا تسقط بالتقادم... والمواقف حين تتكرر تصير شيئا معتادا ويكون كل شيء فيها من البديهيات.... لا يثار حولها الأسئلة...إلا هذا الشهر الكريم كلما هل هلاله تثار ويتكرر فيه نفس الأسئلة المجاب عليها في الكتاب والسنة وتفاسيرهما...
ربما لا تمل ولا تتقادم هذه الأسئلة لأن كل الأعمال لبني أدم إلا الصوم فلله وحده... هو الذي جعل الصيام خاصته يحاسب فيه وجعل له في الجنة من دون العبادات بابا خاصا يقال له الريان لا يعتب ولا يلج بابه إلا الصائمون.
فلذلك نجد أسئلة الصيام يتكرر ويتجدد القديم فيه كل عام رغم أن الصيام من دون الفرائض الخمسة فرضت على المؤمنين من قبل الإسلام (يا أيها اللذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على اللذين من قبلكم) أي كان الصيام معروفا في المجتمع الجاهلي لدى أهل الكتاب... ولكن مازال كلما حل علينا هذا الشهر الفضيل يمطر علينا الأسئلة ويتكرر في كل عام نفس الأسئلة من الكبار والصغار ومن المتعلم ومن الجاهل... وكأن هذا الشهر أمر جديد وليس لنا فيه خبرة...
ومن هذه الأسئلة التي شعرت أنها بديهية إلا أنني تذكرت قول الله تعالى (أن الذكرى تنفع المؤمنين)... فخفت في الرد على بعضها لعدة أسباب أولهما لم أتوقع يوما أن يختارني من الناس فرد لأفتيه ولم أختر يوما أن أكون مبشرا أو واعظا..فأنا مجرد هاو في الكتابة... ألعب بكبريت الحروف وأجلبط على بياض الورق بالخوف أن يبعث قلمي بقدر أناس محبطون يستنجدون بي فأوجههم إلى مسالك لا عودة منه بالسلام.... ومن هذه القناعة وإتباعا لمسلك الأولين وخوفهم من القيام بالفتوى دون علم كنت أقول في كثير من الاستفسارات الموجهة لي الله يعلم ورسوله...
إلى أن كان أمس الأول سألني أحدهم بأنه مريض بالسكري وكما أعلم شغله شاق في الشمس لا يستطيع الصبر على العطش وهو فاطر فما بالك بالصيام... فكان يجالسنا شخص آخر معروف بيننا بالمجادلة في كل شيء في السياسة والرياضة والأوضاع الاقتصادية فشرع يفتي في الأمر بالهجوم عليه أنت تعمل في الشمس دون كد ولا مل ولا وقوف وأول ما يدخل رمضان تذكر عافيتك... استفزني هذا الغلو في الإفتاء والتدخل بمخالفة ما حدده المولى... فحينه تدخلت دون أن أشعر لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس فقلت له يا أخي الكريم مشكلة الرجال وقضيته ليس في لعبة كرة قدم أو في السياسة حتى تعترض وتفتي فيها على مزاجك...!! أرجوك لا تتحدث بما ليس لك به علم فقد حسم الله المولى عز من قائل هذا الموضوع بقوله ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر....)..
ورحت موجها حديثي لمن عرض مشكلته أنت الذي تعلم بنفسك وبإمكانياتك الصحية وبمقدرتك على الصوم... ثم وقفت لحظة وقلت له أفطر ما دمت مريضا وأخرج عن كل يوم إفطار صائم ما دام هذا المرض مزمن تعلق بك ولن تستطيع أن توفيه في أيام أخر.... ثم وقفت برهة وكملت الآية وأضفت له مع العلم عليك أن لا تنسى قول الله تعالى (وإن تصوموا خير لكم) ثم وجهت لصحبي الذي منع أخونا المريض من الفطر يا أخي بالإضافة إلي الآية التي رخصت لنا الفطر رحمة بنا أثناء السفر والمرض فرض علينا المولي الرحيم الرءوف الإتيان به تماما كما نقوم بالصلاة والصيام والزكاة فقد ذكر الله تعالي عن هذه الرخصة في حديث قدسي ( أتوا رخصي كما تؤتون عزائمي )....
هذا من جنس الأسئلة التي تتكرر سنويا وتحد فيها النقاش كلما هل الشهر ويختلف فيها الآراء بعلم أو دون علم...
ومن الأسئلة المتكررة أيضا نجد منها الخبيث بقصد التهرب من أحكام الصيام ومنها الخوف ولتجويد الصيام.على سبيل المثال وليس الحصر...
إذا شربت الماء ناسيا الصيام هل عليه أن أسده؟؟؟
أثناء قيامي بشرب الماء سمعت أذان الإمساك ماذا أفعل؟؟؟
حقنة العضل وقطرة العين وان تحلم وتمنى أو في المزي؟؟
وماذا أفعل إذا كنت مع زوجتي في حالة رفس وسمعت الأذان ودخل الإمساك وأنا خلاص في اللحظات الأخيرة!!! فرد أحد أصحابي أفرسها برجليك وقم...
إذا كنت مسافرا بالطائرة مثلا من بورتسودان إلى جده هل علية بحكم ومن كان منكم على سفر أن أفطر أم عليه أن أكمل صيامي لأن السفر سهل ولا يأخذ إلا نصف ساعة؟؟؟ فأقول لهم ليس عليك الصيام لأن السفرية سهل أو لأنه يأخذ وقتا قصيرا بل إن أردت أن تصوم فعليك أن تحتار الصوم لقول الله تعالى فإن تصوموا خير لكم أما سهولة السفر وتقصير الطائرة المسافة ووقت الرحلة فالله يعلم كل شيء ومع ذلك أمرنا أن نفطر لعدة أيام أخر... وحدثنا الرسول عليه الصلاة والسلام بحديث بما معناه إذا خرج أحدكم ناويا السفر ونظر خلفه ولم يرى مضارب أهله فعليه إن أراد أن يفطر ومن هنا نجد أن الفطر رخصة ممنوحة للمسلم دون تحديد المسافة أو سهولة السفر وما يقال أن يكون المسافة أكثر من 80 كيلوا أو سفرا مجهدا كله اجتهادات فردية فرخصة الفطر في السفر قائم مع ترك الصيام لتقدير الشخص لقول الله وإن تصوموا خير لكم....
وفي الختام ماذا بقي لم يبقى إلا التحذير من الكلام في الدين بما ليس لنا به علم...فخير من الإفتاء الخاطئ أن ترد الله يعلم ورسوله..
وتكون هنديا تهز رأسك وتقول ( صديق ما في معلوم ) ولا تفتي وتكون كالطرفة النوبية القديمة التي تحكى أن في سالف العصر والزمان سئل شيخا في أرض النوبة أنهم راءوا جماعة في خلاء ما بين أرض الحجر وجمي يأكلون (آدي) أي الضباع فرد عليهم مهبول كان يجالسهم مالو ما يأكلوا ربنا ما قال ( الأديات ضبحا) قاصدا العاديات ضبحا....
ونختم المقال بالصلاة والسلام على الرسول ونستغفر الله العظيم...

...............................
تخريمة لكل المنتدين أدي باللغة النوبية تعني الضبع[center]

الشجرة
في بديات المراحل الدراسية ونحن في العتبات الأولى لتعلم العربية..
أتذكر ضمن الأناشيد..
أنظر لتلك الشجرة ذات الغصون النضرة
كيف نمت من حبة وكيف صارت شجرة
ومنذ ذاك السن أنا دائم التفكير في قدرة الله فالق النوي
ورايت أن أشرككم في أمر الأشجار في تغير الفصول والأماكن والتضاريس والجغرافيا وهوأمر يفوق الخيال..
نجد الأشجار تتفنن في اختيار سوقها وأغصانها وألوان أوراقها لتتماشى مع متغيرات الطبيعة..
ونراها حكيمة تنحني مع الريح، كريمة تهب جمالها وظلالها وثمارها وأغصانها بسخاء..
كما أنها نبيلة تؤمن بالعدالة والمساواة فلا تفرق بين أحد من المخلوقات، تهب الجميع من خيراتها البشر والحيوانات والطيور والحشرات...
ومن عظمة الشجرة أقسم بها الله تينا وزيتونا ونخلا..
وميزها الله واصطفاها من الانتماء إلى كتلة معينة فكانت مباركة لا شرقية ولا غربية (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار)
والشجرة باختيار إلهي تسيدت الكون فكانت سدرة المنتهى..
( عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى)
ثم علت فكانت طيبة ثابتة باسقة كالنخلة لتكون مثالا للمؤمن في توحيده..
(ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء)..
وهي وعد إلهي وجزاء للمؤمنين فاكهة مما يشتهون كالعنب والرمان في جنات النعيم..
كما إنها وعيد ومثال منفر كشجرة الزقوم (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار)..
وهي في الآخرة خبيثة مخيفة تبعث الفزع (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين)..
والشجرة كالبشر في المظهر والمخبر وفي التشابه والاختلاف..
( وهو الذي أنشاء جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) اخترت في هذه الآية هل الشجرة تحب كما نحب ويكره المسرفين أم المقصود هنا الله جل ذاته الذي جعل للشجرة حق يوم حصاده..
يتجلى عبقرية الشجر في عملية التمثيل الضوئي وهي عملية احتراق وفي احتراق بعضه حتى وهو مزدان بخضرته إذ يمنح الآخرين الدفء والحياة وذلك من عظمة الخالق.. (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون)...
ويتشابك الشجر دون أن يؤذي أحد ليتحول إلى جنة وغابة يتشاجر الناس داخلها فيقتل بعضهم بعضا ويتشابكون بالأسلحة فيشتعل الحروب ليأكل الأخضر واليابس..
ومن أكثر الحروب شراسة وقسوة تلك التي شنها إنسان السودان داخل الغابة وعلى الغابة بشراهة وأنانية وكفر بالنعمة على الأشجار والغابات وهي مصدر الهواء الذي نتنفسه حتى طغت اليابسة الجرداء بشكل مروع على المساحات الخضراء فكانت الجفاف والتصحر والجوع والمجاعة...[center]

اخي مبارك كل عام وانت بالف خير

مبارك اخوى سلام



العيد مبارك عليك يا مبارك وكل سنة وانت طيب وجميع اهل السودان بخير

والعفو العافية والعيد الجاى القاكم سالمين تامين وفى الشمالية مروقين ومجمعين

وربنا احقق كل الامانى الجميلة ونحن جينا نبارك ليك العيد تحت ضل نخلتك السمح

دا وعلى الحلف ما تجيب اى حاجة مادايرين اى حلاوة نخلتك بخيره وتمرها كتير وسمح

مبارك اخوى سلام



وينك انت وين اراضيك والله فقدناك وفقدنا ضلتك الجميلة

تعال نور لينا شجرتك البقت مظلمة من يوم فارقتها* مكان

القعاد بقى مليان قش وفوق عشش فيه البوم وتحت مليانة

كروق وجريد تعال يا الحبيب تسلم انشاء الله من الدبيب

تعال راجع تعال



محمد عنتر ومبارك خليل ساب ويرا

<P align=center>

عبده رفيق الطفولة


موقف وحدث من أيام الطفولة طفح إلى سطح الذاكرة ألحت رغبة البوح جواي في أن أكتب لكم وأستسمح حضرتكم في أن أسرد لكم محتويات شريط تلك الذكري في عصير صيف من ذاك الزمن البعيد ... أحسبها في إحدى شهور أيار حين مالت الشمس على المنحدر الغربي فوق قمم تلال تنقار الحمراء صوب جبل رأس الكلب معلنا رحيل نهاره الصاخب ببشائر المسورة مسجلا كيف سرى فينا سائل الفوضى ألما في نواشر الخوف ونحن على الجرف نشاهد فيض النيل الذي بدأ بلسان من الماء شق طريقه من (فنتيرى ) بمحاذاة السد ليلتقي بلسان أخر فاض من ( ميري ) أي بمسافة من مشرع منزل فيصل كباجه تاركا ربوة النجيل الخضراء المرتفعة كجزيرة مؤقتة في (كجمتر ) ليتابع في بلع ما دونها من الجرف المنخفض بما فيها من لوبيا حلوة وعفنة... وكان الناس علي امتداد الجرف مفزعين ومنشغلين في خلع وجمع ما في مقدورهم من اللوبيا وحزمها ونقلها للتخزين في البيوت القديمة بذاك المظهر المعتاد والمنحوت في ذاكرتنا كأجمل طقوس تتكرر في كل عام مع حلول موسم الدميرة بشكل لا يمكن أن ينساه أي شخص عاصر تلك الزمان..وفي جو هذا النفير لمواجهة سريان مياه النيل بالفيض وانشغال الأهل في نزع الزرع (نبات اللوبيا) وإنقاذها من الفيضان... اتخذنا بعضا من حقوقنا وهربنا لنلهو فرحا بموسم الفيض وبهذه الترعة الجديدة التي نشأت أمام أعيننا.. والجو تضخ رائحة الطين وعبق اللوبيا المبللة فنزعنا ملابسنا أنا وعبده ونوري ولا أتذكر إن كان فيسر معنا أم لا المهم نزلنا ثلاثتنا في هذه الترعة البكر ما بين تلك الربوة التي كانت تصغر شيئا فشيا وكذلك الجرف يطويه سريان مياه النيل المعكر فيضا وامتدادا نحو النخيل تدريجيا ويتقافز الضفادع بنعيقه هنا وهناك وحشرات صغيرة كانت تعيش تحت اللوبيا تخرج إلى النور تقتات من أجسادنا والسحالي ترحل إلى تحت النخيل والأسماك الصغيرة تسبح وتجري أسرابا على وجه الماء وكأنها يوم حشر أخرجتهما انسياب النيل في شقوق الطين اليابس ... ونحن في هذا اللهو نسبح ونخوض بعد أن نزعنا كل ما كان يستر سؤتنا لنعود كما ولدتنا أمهاتنا دون أدنى اهتمام لمن حولنا من النساء..

خرج صديقي عبد الرحمن لأمر ما من الترعة وما أن لبس جلبابه حتى صدر منه صرخة قوية ضج بها الشاطئ فنفض جلبابه ليسقط سحلية ضحكنا على أثره فنسي سبب خروجه وعاد للترعة على أمل أن تبرد الماء نار تلك اللدغة فلم يستحمله فخرج ولبس جلابيته ليذهب للبيت إلا أنه شعر بلدغة أخرى وفي محاولته لخلع ملابسه ألحقته بلدغة ثالثه وبعده أدوى صرخة أقوى من سابقاتها خرجنا ننفض جلابيته فإذا بعقرب عضام في حجم كف يدنا يسقط على الأرض رافعا ذيله شعرنا بنمل الخوف يصعد إلى أعلى ورجفة القلق الحبلى بالحزن تعتلي هامتنا يا إلهي ثلاثة لدغات على ظهر طري من عقرب خرج مفزوعا حين داهم المياه عرينه الآمن شقوق الطين.. توافد جموع الناس أثر الصراخ نحوه باندفاع... واحتشدت القوى لنوبة جديدة بعد ترك ما في أيديهم من مهام جمع نبات اللوبيا...وبسرعة سرى نار السم وانتشر من فرو رأسه إلى أحمص قدمه حينها رأينا النساء يسندن عبد الرحمن إلى برندة منزلهم عاريا ونحن خلفهم في موقف تراجيدي سريعا كونت غيمة الرعب في براءة أرضنا البوار فسكن فينا الغربان الناعقة فجلسنا أنا ونور الدين في باب البرنده مواجهين لبعضنا نقرأ في عيون الرجال والنساء القلق فيعترينا الرعب حيث لا حيلة لنا في جو يفتقد مقومات الإنقاذ منتهى التهميش لا إسعاف ولا مستشفي ولا مصل ناهيك عن مكان اللدغ الذي لا طريقة لربطه ومساجه لمنع سريان السم وسحبه لخارج جسده... تناوب عبد الغفور وخليل ساب وحسين كباجه بتفصد كل ظهره بالموس لإراقة أكبر قدر من الدم الملوث وهم في ذاك المحاولات البائسة سرى السم في كل جسده (مالوسن) فوضعوه في طست ملئ بالماء يسمونه (الميل) لم تتوقف نعيمة ولا جميلة من جلبها كما أن خليل ساب وعبد الغفور لم يتوقفوا عن النفث ومن قراءة آيات على سائر جسده الملدوغ تمتموا بكل ما يحملونه من إيمان وتوكل على الشافي يأخذ بيده ويفيق... وأنا ونور الدين في ذهول وتارة نضحك على جسده المشدود كالخشب استنتجنا فيما بعد أنه أحدى دلائل ( المالاد ) الذي لم نعرفه إلا في دعوة الكبار حين يغضبون منا (سقدا إك ما لوسا) وهي حالة الكوما أو غيبوبة تمكن سم العقرب كل أرجا الجسم...
أستمر الحال هكذا لما بعد التاسعة سريعا ما أنتشر الخبر أرجاء قنس.. توافد جميع رجال ونساء قنس كعادتهن في المصائب وجلسن حول جدران البرندة حتى الفرج والآن تدور أمام عيني شريط أوجه نساء ذاك الجيل الطيب وجلستهن واستطيع أن أحسبهم فردا فرد وهن ملتحفات أثوابهن السود.. اعتقدت بمشاغل الغربة أن عادة التواجد والبقاء المستمر مع المريض ربما عفا عنها الزمن.. فعدت بعد20عاما من هذا الحدث حينما لزم والدي فراش مرض موته فوجدت ذاك التعبير والعرف الحميم ما زال قائم ووجدت نفس الوجوه بتلك الهيئة القديمة في غرفة والدي فسرى في جسدي نفس نمل الخوف الذي تصاعد من قبل فتيقنت من تأخر حالة الوالد فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله... وأتذكر موقفا طريفا حدث بعد وفاة والدنا رحمه الله قد أنهار عمنا محي الدين خليل حزنا على رحيل جاره ورفيق صباه فنقل إلى بيتهم وركب له دكتور صلاح خليل دربا وبعد ساعة فاق من غيبوبته ليجد حوله نفس الوجوه التي كانت بجوار صديقه خليل ساب فقام نافضا وجلس على حيله يسخط فيهم (كته فجن قتني دفا خليلك فايروسا إنقون تاشو) أي (جاتكم نيله قوموا أطلعوا من هنا موتوا خليل وجيتوني)...
وما بقي إلا سؤال يا أحبابي أخبروني كم من الأشياء رحلت فهل ستؤوب؟!
أشخاص غادرونا أجسادا وأرواحا وآخرين إحساسا وأنفاسا...
فهل سيعيدهم الزمن إلينا؟!
سابن أقج في10/2/2011م