حكايات من العريجاء (جنية حاج الحسن هل هي حقيقة أم أسطورة؟)

بسم الله الرحمن الرحيم
حكايات من العريجـــاء
جنية حاج الحسن هل هي حقيقة أم أسطورة؟!

حاج الحسن بابكر (عليه رحمة الله) رجل محسي أعزب من الجزيرة سلانج، جاء إلى العريجاء مع بداية التخديرة (مشروع امتداد المناقل الزراعي)، وتملك بها حواشة 20 فدان، في النمر المقصِّرات بالترعة (أم رايات)، وذلك في أواسط خمسينيات القرن الماضي. واتخذ منزلاً كبيراً يقع في أقصى الطرف الغربي للقرية، مباشرة غرب منزل جدنا رحمة محمد نور الزبير (رحمه الله)، وشمال منزل حبوبتنا التهجة بت الحسن وابنتها صفية (عليهما رحمة الله).

هذا المنزل العجيب يحتوي على العديد من الغرف المتراصَّة والمتلاصقة والمتشابكة، التي يغطيها سقف واحد، وتفصل بينها دهاليز وأروقة مظلمة، مع وجود حوش صغير على الجانب الجنوبي للمربوع، في الجهة المقابلة لمنزل التهجة بت الحسن. معظم هذه الغرف كانت عبارة عن مخازن للغلال، وكان لحاج الحسن دكان يفتح في الجهة الشمالية للمربوع (في شارع الجدول)، ولكنه أغلقه منذ أوائل الستينيات.

كان حاج الحسن (رحمه الله) واسع الثراء، وكان يتعامل بنظام (الشيل) فيقوم بإسلاف مزارعي القرية الأموال والحبوب والغلال عند بداية موسم الزراعة وخلال الأشهر التي تسبقه، وكان يمتلك لوري بدفورد (سفنجة).

كان حاج الحسن يعيش لوحده في هذا المنزل الكبير، ولكن أهل القرية كانوا يعتقدون أنه متزوج بجنية تعيش معه في المنزل، وهو ما منعه من التزوج بامرأة من البشر!!

لأهل العريجاء روايات عديدة عن جنية حاج الحسن ود بابكر، فهناك قصة مشهورة تقول أن حاج الحسن سافر ذات يوم وكان له حمار يخشى عليه من اللصوص فأوصى الشيخ إدريس ود العيكورة (شقيق سليمان الشهير بلقب أبو نواس) أوصاه بحراسة بيته والمبيت في داره إلى أن يعود، يقال أن الشيخ إدريس دخل البيت مساءً وأغلق الباب خلفة ثم اضطجع على الفراش الذي كان ينام عليه حاج الحسن، فلم يلبث أن جاءته المرأة في كامل زينتها وملابس نومها، فوثب مذعوراً من الفراش، وفتح الباب بسرعة، ثم انطلق يعدو لا يلوي على شيء، حتى وصل منزل والده ود العيكورة الموجود بجوار المدرسة الابتدائية. وفي رواية أخرى يقال أن حاج الحسن طلب من الشيخ إدريس أن يحرس له المنزل، ولكنه أوصاه أن ينام خارج البيت وحذره من دخول البيت ليلاً، وفي أحد الأيام اضطر الشيخ إدريس أن يدخل المنزل مع حَمَار المغربية فما أن وقف على عتبة الباب حتى رأى المرأة وهي ترتدي فستاناً أحمر من (التوبايتو) اللامع المشجَّر، وكان في ذلك الزمان يمثل آخر صيحات الموضة!! فتسمَّرت قدماه على عتبة الباب من هول ما رأى، ولم يتسطع التحرك إلا بعد برهة، فأغلق الباب بسرعة ثم أطلق ساقيه للريح، ولم يعد لبيت حاج الحسن مرة أخرى.

روايات حامد ود الزين
يقول حامد محمد أحمد الزين (والد علم الدين) أن جنية حاج الحسن هي حقيقة وليست خرافة! وأن له تجربتين قد أكدتا له وجود هذه الجنية، وإن كان لم يرها بعينيه.

القصة الأولى يقول فيها أنهم – وهم صغار – كانوا يلعبون الكرة ذات يوم في الساحة الواقعة غرب بيت حاج الحسن، وأن الكرة سقطت داخل حوش حاج الحسن، فصعد هو الحائط ونزل ليخرج الكرة، فرأى في الحوش عدداً من العكاكيز، فحدثته نفسه أن يعود لاحقاً إلى هذا الحوش ليسرق أحد هذه العكاكيز، يقول حامد: عدت إلى الحوش، وتسلقت الحائط ونزلت وأخذت العكاز ثم انطلقت لأصعد الحائط لأخرج والعكاز في يدي، ولكني كنت كلما أتسلق صاعداً أجد نفسي قد هويت ساقطاً في داخل الحوش، وكأن هناك يد تجذبني نحو الأسفل وتطيح بي داخل الحوش. فما كان مني إلا أن ألقي بالعكاز في مكانه، وأتسلق الحائط بسرعة، ثم أخرج من الحوش بقلبٍ واجف وأنفاسٍ لاهثة .

أما القصة الثانية فيقول فيها أنه كانت لهم كنَّاسة نسيها هو ووالده (ود الزين) في بيت حاج الحسن، حين جاءوا لشراء فحم منه. يقول حامد ثم أرسلني والدي بعد ذلك لإحضار الكناسة من حاج الحسن، فالتقيته وهو عائد إلى بيته من بعض نواحي القرية، ثم ذهبت معه إلى بيته حتى دخلناه سوياً، فسمعنا المذياع يصدح بالغناء بصوت مرتفع من داخل المنزل، فصفق حاج الحسن بيده فتوقف المذياع فوراً عن الغناء، وكأن أحداً قد أغلق مؤشر الصوت! فجن جنوني وطارت عيناي من رأسي، ولكنني تشجعت حتى أخذت كناستي ثم وليت مدبراً لا ألوي على شيء!!!

لما تقدمت بحاج الحسن ود بابكر (رحمه الله) السن جاء أبناء أخته من (الجزيرة سلانج) واصطحبوه معهم إلى هناك، وأخذوا معهم اللوري البدفورد، ولكن حاج الحسن كان يعود في السنوات الأولى إلى العريجاء، ثم باع بعد ذلك حواشاته إلى حاج عطية وأشخاص آخرين، وباع منزله إلى عبد المطلب محمد رحمة (الفحل). لم يلبث حاج الحسن أن فقد ثروته، وأصابه الإفلاس، فعاد إلى العزازي، وحاول أن يبدأ من جديد مع بعض معارفه من التجار، ولكن ذلك لم يعد عليه بطائل، فارتحل ليقيم مع أبناء أخته بمسقط رأسه (الجزيرة سلانج) حتى وافته المنية هناك (عليه رحمة الله). والجزيرة سلانج قرية قريبة من أم درمان، تقع على ضفة النيل الغربية بين قريتي الحريزاب والسروراب.

والسؤال الحائر الذي يحتاج إلى إجابة تروي الغليل، ماذا جرى لجنية حاج الحسن، هل غادرت معه إلى الجزيرة سلانج أم بقيت في المنزل بالعريجاء حتى فوجئ بها الأخ الفحل وهي ترفل في تلك الحلة الحمراء الزاهية من التوبايتو ؟؟!

زائر

سطورة جميلة جدا يا استاذ

زائر

قصة عجيبة ومثيرة فعلا

جزاك الله خيرا، لقد سمعتها منك قبلا ولكن لم أسمع كل هذه التفاصيل المثيرة..

تصلح تبقى فيلم.

أنا حقيقة لا أستبعد كون الجنية حقيقية مع كل هذه الشهادات ولكن على ما يبدو أنها رحلت مع زوجها وإلا لما توقفت القصص والروايات عنها ولكن هل له منها أولاد؟؟

تشكر الخال اسماعيل على القصص الرايعة

ومن خلال قصصك العجيبة اصبحنا نعرف كل شئ عن العريجا

الجنية اظن حقيقية والدليل على ذلك كلام حامد ود الزين

نتمنى الا تكون غادرت معة دايرين لينا ترب

» كهرباء العريجاء حقيقة لا امنية
» حكايات من حلتنا
» حكايات من حلتنا
» حكايات من حلتنا
» حكايات من حلتنا