اللهجة السودانية ومصطلحات الراندوق
فيديو في غاية الطرافة إنتشر على موقع يوتيوب ومن ثم تقاذفته وسائل التواصل الإجتماعي من فيسبوك وتويتر و واتساب وغيرهما من وسائل الترف التواصلي يظهر فيه شباب من جنسيات أجنبيه مختلفة غير ناطقين بالعربية يقومون بنطق عبارات و مصطلحات من لغة الشارع (الراندوق) الشبابية مِن شاكلة (دا الزيييت) و (كل جركانا في مكانا) و (ترا ترا شبه اللساتك الورا) و (سجمي عقدتو؟) وكل من شاهد هذا الفيديو إنفجر ضاحكاً رغم أن تلك العبارات قد تعارف عليها (إصطلاحاً) فى مجتمع الشباب وهي ليس لها أى أصل أو دلالة لغوية.
و على نفس النسق فقد ظهر قبل فترة فيديو لطفلة سعودية تقوم بتقليد معلمتها السودانية وبالطبع فهي تقلد طريقتها و ألفاظها ومصطلاتها التى تسخدمها معهم فى الفصل على شاكلة (يا زفت الطين) و (يا فقر) وكانت الطفلة في غاية الموهبة وقلدت معلمتها حتى فى (لفحة) التوب.
تتفرد اللهجة السودانية بإطلاق أسماء (إصطلاحاً) على اشياء لا تسمى بها عادة، أو إستخدام مفردات لا توجد فى أىٍ من اللغات كمفردة (يخسي) التي تعني الذم والعتب أو بعض المفردات المستحدثة كـــ(الحنك) و (الشمار)، وقد إشتهرت بعض العبارات والمصطلحات السودانية عربياً ودولياً وما أن تذكر حتى تشير بما لا يجدع مجالاً للشك أن السودان حضوراً هُنا وهي مثل كلمة (ااااى) و (يازووول) و (حسي) وغيرها من الماركات المسجلة حصرياً للسودان.
وهناك أيضا ميزة المؤثرات الصوتية والحركية في العامية السودانية التي قلّ ما يوجد مثلها إن لم ينعدم في غيرها من اللهجات(ودي طبعاً مستحيل تتكتب)، فهنالك مثلا بعض الردود السريعة بصوت فموى سريع يشبه لفظ حرف الشين بصورة سريعة وهذا يعنى الرفض أو كلمة (لا) وفى المقابل توجد فرقعة صغيرة تصدر من بين اللسان وسقف الفم تعنى كلمة (نعم)، وهنالك الفاظ مُحاكاة صوتية ترافق الكلام، إذ يمكن لشخص يتحدث مثلا عن طرقه للباب أن يقول: خبطت الباب (كو كو كو) مُحاكيا صوت الطرق، ومن ضمن هذه المؤثرات الصوتية ايضاً أن ياتي مثلاً أحدهم إليك مُسرعا فيقول لك (جيتك سريع فررررر أو جيتك فللي)، وأيضاً يقال (وقع بُردلب) كناية عن السقوط وغالباً ما تكون هذه الموثرات الصوتية موضع دهشة لغير السودانيين حتى من الناطقين باللغة العربية.
أما عن المصطلحات الشبابية السودانية (الراندوق) فهي متجددة متطورة وكل يوم نسمع بمصطلح جديد حتى لا نكاد نلحق بالركب ولعل آخر ما سمعته مصطلح (دا الزيييييييت) أو (أدونا الزيت) وتعني الخلاصة والنقطة المهمة في الموضوع ولعلها مأخوذه من أحد الإعلانات التلفزيونة التي تروّج لأحد منتجات الزيوت و تظهر فيه سيدة تردد بين كل عبارة و أخرى (و دا الزييييييييت)، مما يعني أن هذه المصطلحات مُلتقَطة مِن مواقف حياتيه حقيقية يتم خلعها منها و تعميمها بإلباسها للكل.
مقال بقلم الكاتبة السودانية عبير زين
منشور بموقع النيلين الاكتروني
بتاريخ: 29/8/2013م