ذكرياتي عن فقيد العريجاء الراحل حسبو الشيخ الحسن (عليه رحمة الله)
===============================
هذه لمحات متفرقة من ذكرياتي عن (النعيم) أو حسب الرسول الشيخ الحسن، عسى أن يطّلع عليها ويقرأها من يترحّم عليه، ويدعو له بالمغفرة...
النعيم من مواليد سنة 1953 تقريباً، وهو قد توفي عن عمر يناهز الستين عاماً... وقد كان يعمل في مهنة خياط نسائي أو (ترزي حريمي) وقد عمل في كل من العريجاء والهدى والعزازي، ولكن هذه المهنة قد فقدت بريقها في الحقبة الأخيرة من الزمن بسبب انتشار عادة ارتداء الملابس الجاهزة... وقد تزوج أولاً بزوجة من العزازي وأنجب منها ابنتيه الكبيرتين، وبعد وفاتها تزوج بامرأة من الشقلة وهي أم أبنائه الصغار...
وقد فتح النعيم خلال فترة السبعينات دكاناً صغيراً في بيتهم، ولكن هذه التجربة لم تكلل بالنجاح، فاندثر ذلك الدكان سريعاً... وأذكر أنني كنت واقفاً مع الأخ حامد ود الزين عند مدخل دكان النعيم، فقلت له: قول لينا حاجة فوق دكان النعيم ده .. فقال على البداهة:
دكان النعيم تِشاشتَن مايلة
وكان قبّلوا عليه مو فايت جماعة العايلة
والنعيم من ظرفاء العريجاء، ومن طرائفه أنه كان يركب في عربية سيرة قامت من العريجاء ومرّت بقرية الهميج، التي تقع مقابرها في منتصف القرية تماماً وفي وسط تلك المقابر يوجد ضريح (النعمة الطاهر) وعليه الرايات... فما كان من النعيم إلا أن علق على ذلك قائلاً : (عاين ديل ودعدولُن وين ؟؟؟)...
وأذكر أني لقيته يوماً في موقف العربات بالعزازي، وقد لاحظ وجود بص له شاسي طويل جداً بحيث يمتد الجزء الخلفي منه إلى مسافة كبيرة وراء اللستك الوراني، فأخذ بيدي وقال لي: (تعال أوريك حاجة)، حتى أوصلني إلى البص وقال لي: (عليك الله البص ده ما محتاج لي لستك تالت ؟؟؟)
ومن طرائفه أيضاً أنه مرة حاول تلميع اسمه وتحسينه في آذان السامعين فأطلق على نفسه اسم: (حسبو حسن قاسم) !!
وذات مرة طرح علينا سؤالاً عجيباً، وكنا نحن ثلاثة من أبناء العريجاء المتعلمين...
قال: يا أخوانا الفيهو دم أكتر اللبن ولّلا الطماطم ؟؟!
قلنا: اللبن طبعاً !!
قال: يا أخوانا اللبن ده محتاج تلوين وتلتلة وتعب، والطماطم دي حمرا وجاهزة تخش الشرايين طوالي .... ههههههههههههههههههههههه
نسأل الله أن يغفر للنعيم، ويتغمده بواسع رحمته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وينقله ومن معه من موتى المسلمين من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور ومرافئ النور وملاعب الحسان الحور، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه ... وإنا لله وإنا إليه راجعون...